
تقرير: الجوع في سوريا بلغ مستويات قياسية
حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، من أن معدلات الجوع في سوريا بلغت مستويات قياسية في بلد ينهشه نزاع دامٍ ويرافقه انهيار اقتصادي ومالي مزمن.
قال البرنامج في بيان، إنه بعد نحو 12 عامًا على اندلاع النزاع “لا يعرف 12 مليون شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية، فيما 2,9 مليون معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع”، ما يعني أن سبعين بالمئة من السوريين “قد يكونون غير قادرين قريبًا على وضع طعام على المائدة لعائلاتهم”.
أضاف البرنامج أن “الجوع يرتفع إلى أعلى مستوياته” بعد 12 عامًا من النزاع. وفي ظل تلك الأوضاع الاقتصادية الصعبة، باتت جميع المسلمات في سوريا أشبه بالحلم، فالطعام والكساء والكهرباء والغاز والمازوت، كل شيء أصبح الحصول عليه بشق الأنفس.
وفقًا لمصادر محلية، فإن أسعار الدواء استنزفت الجيوب بعد أن تضاعفت عشرات المرات، ولأن المواطن لا حول له ولا قوة، فإنه لم يجد أمامه سبيلًا سوى الصيدليات، علّها ترشده لدواء ربما يسكّن أوجاعه مهما كبرت.
تسجل سوريا اليوم سادس أعلى رقم في العالم من ناحية انعدام الأمن الغذائي، حسب البرنامج الذي حذر أيضًا من ازدياد معدلات سوء تغذية الأطفال وأمهاتهم “بسرعة لا سابق لها، حتى خلال أكثر من عقد من الحرب”.
قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، خلال زيارة يقوم بها إلى دمشق الأسبوع الحالي “إذا لم نتعامل مع هذه الأزمة الإنسانية في سوريا، فإن الأوضاع ستزداد سوءًا بطريقة لا يمكن أن نتخيلها”. وحذر من أن ذلك “قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة، كتلك التي اجتاحت أوروبا في عام 2015”. متسائلًا: “هل هذا ما يريده المجتمع الدولي؟”.
تشهد سوريا بعد هزيمة الثورة وسنوات من الحرب أزمة اقتصادية خانقة ترافقت مع ارتفاع في أسعار المواد الأساسية 12 مرة خلال السنوات الثلاث الماضية فقط، وانقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وشح في المحروقات، في حين باتت غالبية السكان تحت خط الفقر. فاقم الأزمة تفشي جائحة كوفيد – 19 ثم انتشار وباء الكوليرا خلال الأشهر الماضية في بلد استنزف النزاع فيه المنظومات الخدمية، وعلى رأسها القطاع الصحي.
يقول أحد الصيادلة: “إنهم أحيانًا يشفقون على المريض ويصفون له الدواء بعد وصف الحالة التي يعاني منها الشخص”، مضيفًا: “بحكم خبرتنا الطويلة بصرف الأدوية أصبحنا نعرف الدواء لأي مرض يوصف”، مشيرًا إلى “أنه لو كانت لدى المريض أجرة معاينة الطبيب لما أتى إلينا”.
يصف الأهالي أجور معاينة الأطباء في سوريا بأنها باتت أشد وطأة من المرض ذاته، إذ أصبح الكثير من الأطباء أشبه بالتجار بهدف زيادة أرباحهم، وتجاوزت في بعض منها 50 ألف ليرة، في المناطق “الراقية”، فيما وصلت في المناطق “الشعبية” إلى 20 ألف ليرة. وكانت وزارة الصحة رفعت قبل أيام أسعار معظم الأصناف الدوائية بنسبة تراوحت من 50 إلى 100 بالمئة، وسط تذمر أصحاب المعامل وعدم رضاهم عن تلك الزيادة، التي تسببت بكارثة لا سيما لأصحاب الأمراض المزمنة الذين بات راتبهم لا يكفي ثمنًا للدواء.
تواصل ارتفاع أسعار لحوم الدجاج في سوريا، المتزامن مع انخفاض الطلب نتيجة ضعف القدرة الشرائية لمعظم المواطنين، إذ أصبحت سندويشة الشاورما حكرًا على الأغنياء. وبلغت تكلفة الكيلو الواحد من الفروج الحي 15 ألف ليرة، وتكلفة صحن البيض 22 ألف ليرة، مما زاد الأسعار اشتعالًا، كما تجاوز سعر كيلو غرام الشرحات 40 ألف ليرة، وكيلو الفروج 20 ألف ليرة، وصحن البيض 25 ألفًا في قلب العاصمة دمشق، بينما أصبح سعر سندويش الشاورما 12 ألف ليرة، وفروج البروستد 55 – 65 ألفًا.
الخط الأمامي _ وكالات