
السويداء: اعتصام أسبوعي مستمر للمرة السادسة على التوالي
نفذ عدد من السوريين، يوم الإثنين 16/1/2023، اعتصامًا في ساحة السير بمدينة السويداء (جنوبًا)، للمطالبة بالتغيير السياسي، منددين بتدهور الأوضاع المعيشية، في حين تجمع بعض أعضاء حزب “البعث” التابع لنظام الطغمة أمام ساحة الاعتصام وحاول بعضهم الاندساس بين المعتصمين في محاولة استفزازية، وترافق ذلك مع انتشار أمني محدود لقوات النظام في محيط مبنى قيادة الشرطة.
رفع المحتجون لافتات كتب عليها “نريد حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية”، ولافتات أخرى تدين ممارسات نظام الطغمة في صناعة وترويج المخدرات، محملين نظام الطغمة مسؤولية إدخال الاحتلالات إلى سورية. كما رفع بعض المحتجين لافتات أخرى شددت على “وحدة الأراضي السورية”، موجهين التحية لكل “الأحرار في مدن محافظة درعا وكل سوريا”.

رسالة منظمي الحراك الأهلي الشعبي
بدوره، قال أحد منظمي الحراك الأهلي في السويداء “للخط الأمامي”، إن “الوقفة اليوم تأتي استمرارًا لحراك احتجاجي للمرة السادسة على التوالي، وقد شهد هذا الحراك تنامي (وتزايد) عدد المشاركين فيه”.
استطرد بالقول: “إن تنظيم اعتصام صامت كل يوم إثنين مدته ساعة واحدة -ويحمل شعارات ومطالب واضحة- جذب الكثير من الأهالي للالتحاق بهذا الاعتصام السلمي المحق”.
لافتًا إلى أن “ممارسات نظام الطغمة في تجميع بعض البعثيين لتخريب الاعتصام الأسبوعي بائت بالفشل بل ودفعت الكثير من الناس إلى التعاطف معنا أكثر”.
مضيفًا أن “توسع الاحتجاجات وتطويرها مرتبط بالعمل على إبراز الطابع الوطني والسوري العام في هذا الحراك، فنحن بحاجة إلى استعادة حيوية المطالب والنشاط المدني لتوسيع هذا الحراك الجنيني”.
مبيِّنًا أن “الأوضاع الاقتصادية هي في أسوأ حالاتها منذ بداية القمع العسكري الوحشي في 2012، إذ إن الخدمات تتلاشى، والمؤسسات الحكومية باتت بعضها تعتمد على تبرعات المواطنين للقيام بمهامها، والظروف المعيشية تتدهور يوميًا مع انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار وما يتبعه من ارتفاع في الأسعار، إضافةً إلى سياسات النهب المستعر لنظام الطغمة وبعض أمراء الحرب ما زاد من أعباء المعيشة لغالبية السكان”.

اعتصام أمام ضريح سلطان الأطرش
خرج عشرات المواطنين في اعتصام صامت أمام ضريح القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش في بلدة القريّا. وذلك في يوم الأربعاء 18/1/2023 الساعة الثانية عشرة ظهرًا .
حمل المحتجون لافتات تطالب بتطبيق الحل السياسي وتدعو إلى التغيير، وتدعو الفقراء والمواطنين كافة للالتحاق بالاحتجاجات، إذ جاءت الوقفة تلبية لدعوة نشطاء القريّا لمنظمي اعتصامات مدينة السويداء المستمرة كل يوم إثنين في ساحة السير “الكرامة” وسط المدينة.
أشار مراسلنا هناك إلى وجود عدد من عناصر حزب البعث في المكان، مع انتشار محدود لعناصر حفظ النظام، إذ يتجمع عناصر البعث أمام المعتصمين ولم يسجل أي اعتداء.
في هذا السياق أشارت مصادر من الاعتصام أن “هذه الدعوة ليست بديلًا عن استمرار الوقفات الدائمة كل إثنين بل هي عملية توسيع للمظاهر الاحتجاجية في المحافظة، وتلبية لرغبة بعض ناشطي القريّا وإيمانًا برمزية البلدة”.

“بعدنا علقانين بالقريّا.. مانعين السيارات والباصات تنقلنا”.
عبارة كتبها السيد ضياء العبد الله، بعد ساعة من انتهاء الوقفة الاعتصامية المطالبة بالتغيير، أمام ضريح سلطان الأطرش في بلدة القريّا جنوب السويداء.
في حين ذكرت مصادر إعلامية أن “وسائط النقل امتنعت عن نقل المحتجين من القريّا إلى السويداء، بعد تهديدات تلقّاها السائقون، من مسؤولين في حزب البعث وكراجات النقل، بحرمانهم من مخصصاتهم في حال نقلوا المحتجين”.
بينما تبدو السلطات الأمنية في السويداء محتارة في كيفية إنهاء الحراك الاحتجاجي السلمي المتنامي منذ شهر، والمطالب بالتغيير السياسي الحقيقي، والمندد بتدهور الظروف المعيشية والاقتصادية، وفشل النظام في إدارة البلاد. بعد أن نجح المحتجون في تثبيت موعد أسبوعي لاعتصامهم، وسط وضوح في شعاراتهم، وجرأة وشجاعة في طرح القضايا الوطنية الملحة.
مع كل حراك سلمي احتجاجي، تبدأ حملات التحريض والتشهير ثنائية المنشأ فيأخذ النظام على عاتقه الطعن بالحراك ببث شائعات عن تمويله وانتمائه، بينما تتكفل المعارضة الليبرالية والانتهازية بإطلاق صفات على التحركات كثورة “جياع” أو ثورة “منحبكجية” وغيرها.
المعتصمون، بدورهم، يدركون تفاهة المعارضة الرسمية المرتهنة وعجزها، كما يدركون ضعف النظام وتوحشه، وقد قرروا المواجهة بمزيد من العزم ومزيد من الأمل، ومزيد من الاعتصامات من أجل سوريا جديدة تليق بجميع أبنائها.
الخط الأمامي