
اعتقال امرأة يشعل مظاهرات غاضبة في درعا
اندلعت، مساء يوم الأحد 25 من ديسمبر 2022، مظاهرات تخللها إغلاق طرقات رئيسية في عدة مناطق بدرعا، احتجاجًا على اعتقال قوات النظام السوري زوجة قيادي سابق في “الجيش الحر”.
قال مراسلنا هناك إن أبناء بلدة النعيمة شرق درعا أغلقوا طرقات رئيسية، وأضرموا النيران بإطارات السيارات فيها، احتجاجًا على اعتقال قوات نظام الطغمة امرأة من البلدة في أثناء وجودها في مدينة درعا.
أوضح المراسل أن الاحتجاجات جاءت عقب اعتقال فرع المخابرات الجوية امرأة تبين أنها زوجة شقيق قيادي سابق في “الجيش الحر” في أثناء وجودها قرب مشفى الشرق بمدينة درعا. كذلك امتدت المظاهرات إلى بلدة تل شهاب ومدينة جاسم، حيث تظاهر عشرات الأشخاص دفاعًا عن المرأة المعتقلة، وطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين كافة وإسقاط النظام.
شهدت درعا خلال الأيام الأخيرة مظاهرات شبه يومية تطالب بإسقاط النظام السوري والإفراج عن المعتقلين، وذلك عقب إصدار رئيس النظام السوري بشار الأسد مرسوم عفو وصفه المتظاهرون بأنه “شكلي”، ولم يتضمن الإفراج عن أبنائهم وأقربائهم من سجون النظام.
كما أطلق ناشطون في درعا خلال الفترة الأخيرة حملة مناهضة لفرع “الأمن العسكري” التابع للنظام، ورئيسه لؤي العلي، تعبيرًا عن رفضهم سياسته القمعية ضد أبناء المحافظة، واتهموه بإدارة شبكات من المليشيات والخلايا الأمنية التي تنفذ عمليات الخطف والاعتقال والاغتيال.
على الرغم من عودة قوات النظام إلى محافظة درعا من طريق المعارك أو عبر اتفاقيات التسوية، فإنها لا تزال عاجزة عن فرض سيطرتها عليها، إذ تشهد مدنها وبلداتها تظاهرات مستمرة مناهضة للنظام، إضافةً إلى استهداف قوات النظام وعناصره الأمنية.
في سياق متصل، قُتل شخص برصاص مسلحين مجهولين، اليوم الخميس، غربي درعا. وأورد موقع “درعا 24” أن مجهولين اغتالوا رجلًا في بلدة اليادودة دون ذكر مزيد من التفاصيل.
من جانب آخر، قُتل عنصران من قوات النظام السوري، اليوم الأحد، جرّاء انفجار لغم أرضي في بادية التبني بريف دير الزور الغربي، بحسب ما ذكر موقع “الخابور” المحلي.
باتت مناطق جنوب سوريا -خصوصًا درعا- من أخطر مناطق العيش، فالظروف الأمنية لم تعد تُطاق، فالاغتيالات والقتل والاعتقالات شبه يومية، إضافةً إلى انعدام الفُرص الكافية للعمل وقلة الدخل وأجرة اليد العاملة والقيود المفروضة على حرية التعبير، والقبضة الأمنية، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، جعلت خيار الهجرة أو استغلال التأجيل الإداري والسفر أفضل الحلول، رغم صعوبته وتكلفته. إذ شهدت مناطق الجنوب السوري موجة كبيرة من المهاجرين والمسافرين جُلّهم من الأعمار الشبابية والكفاءات العلمية، وبحسب مصادر محلية، توجد بيوت أُفرغت بالكامل من الشباب، وبلدات وقرى باتت أعداد الشباب فيها قليلة. عملية عُدَّت ممنهجة بحسب مصادر محلية، لتفريغ المنطقة من الشباب، خصوصًا المطلوبين الذين يملكون فكرًا معارضًا للسلطة في دمشق.
إن محاولات نظام الطغمة بسط سيطرته، على المناطق بالقوة، والعنف، لن تجدي نفعًا، ولن تستطيع أن تفرض حالات مستقرة أمنيًا.
ذلك بسبب التناقضات البنيوية، في هذا النظام، وبسبب توحشه، في مراكمة الثروة، بكل الطرائق المتاحة، بينما الاستقرار الأمني مرتبط بالتوزيع العادل، للثروة، في عموم البلاد.
يسقط الاستبداد، تسقط الرأسمالية، يسقط نظام الطغمة المجرم.
الخط الأمامي