
شهدت السجون المصرية اليوم الأربعاء وفاة المعتقل جهاد عبد الغني، 32 عامًا، داخل محبسه في المركز الطبي بمجمع بدر الجديد نتيجة الإهمال الطبي، بعد صراع مع سرطان الفك والحلق استمر مدة عام ونصف.
اعتُقل جهاد منذ سبع سنوات، وحُكم عليه بالحبس مدة 15 سنة، وقد أرسَلتْ أسرته العديد من نداءات الاستغاثة في سبيل الإفراج الصحي عنه ليقضى أيامه الأخيرة بين أسرته وأولاده، ولم يتلقَوا استجابة حتى وافته المنية صباح اليوم.
يُعد المعتقل المصري جهاد ثالث حالة وفاة داخل مجمع بدر منذ افتتاحه، وهو أيضًا الحالة 36 من حالات الوفاة داخل السجون المصرية خلال العام الجاري، والحالة 1146 منذ عام 2013.
في الوقت نفسه، شهدت سجون الاحتلال أمس الثلاثاء وفاة الأسير ناصر أبو حميد البالغ من العمر 50 عامًا بعد نقله إلى مستشفى أساف هروفيه، بعد تدهور خطير في حالته الصحية، وذلك بعد أن تبين منذ أغسطس 2021 إصابته بورم في الرئة، وقد تمت إزالته، إضافةً إلى إزالة نحو 10 سم من محيط الورم، ليُعاد نقله إلى سجن عسقلان، ما أوصله إلى هذه المرحلة الخطيرة. ولاحقًا، بعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرض مجددًا لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخرًا بتلقيها بعد انتشار المرض في جسمه.
كان الأسير أبو حميد محكومًا عليه بالسجن المؤبد سبع مرات، إضافةً إلى 50 سنة أخرى. وتعرض للاعتقال الأول قبل انتفاضة الحجارة عام 1987 وأمضى أربعة أشهر، وأُعيد اعتقاله مجددًا وحُكم عليه بالسجن عامين ونصف، وأُفرج عنه ليُعاد اعتقاله مرة ثالثة عام 1990، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد. أمضى من حكمه أربع سنوات، ثم أُفرج عنه مع الإفراجات التي جرت في إطار المفاوضات، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله لاحقًا وحُكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة.
بوفاة الأسير أبو حميد، ترتفع قائمة حالة الوفاة من الأسرى الفلسطينيين إلى 233، منها: 79 حالة قتل متعمد، و74 حالة بسبب الإهمال الطبي، و73 حالة نتيجة التعذيب، و7 حالات بالرصاص القاتل.
إذن، توجد حالتان من الإهمال الطبي –تفصلهما ساعات فقط- وقد أدت كل منهما إلى الوفاة، وفي حين تُوفي أحدهما داخل السجون المصرية في ظل حكم ديكتاتوري، لقى الآخر حتفه داخل سجون الاحتلال الصهيوني.
·
بقلم: كريم خالد _ بوابة الاشتراكي