
السويداء: حراكٌ متجدّد يواجه نِظامَ طُغمةٍ متعنّت
▪️ شهدت السويداء يوم الأحد 10/12/2022، حِراكاً شعبيّاً غَطّى شوارعَها وساحاتِها مُتمثلاً بالفلاحين الكادحين والعمال والموظفين، الذين ثاروا على الوضع المعيشي المُتردي، مطالبين بالمعتقلين السياسيين ومندّدين بالنظام الاستبدادي الحاكم وبالتدخل الروسي والإيراني في سوريا وكل التدخلات والاحتلالات الأجنبية في بلادنا.
▪️ اقتحم محتجون في مدينة السويداء، مبنى المحافظة وقيادة الشرطة، المعروف بمبنى السرايا الحكومي، وأزالوا صورة الدكتاتور بشار الأسد عن المبنى ثم حطّموها، ووثق موقع “السويداء 24” إطلاق قوات الأمن السوري النار على المحتجين، ما أدى إلى سقوط أربعة جرحى على الأقل ووفاة الشاب مراد المتني، وحطّم المحتجون سيارة محملة برشاش تابعة للأمن السوري بعد دخولها بين المتظاهرين وترويعهم بقنابل صوتية، وأحرقوا سيارة مصفحة أخرى.
▪️ حمل المحتجون لافتات كُتب عليها: “الحرية للمعتقلين”، و”عيش، حرية، عدالة اجتماعية”، وهتفوا مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية وإسقاط النظام السوري، بحسب فيديوهات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. وتأتي هذه الاحتجاجات على أثر التردي الحاد في الخدمات الأساسية وسياسة التجويع الذي تتبعها حكومة نظام الطغمة وفقدان وقود التدفئة والمواصلات وانقطاع الإنترنت شبه الكامل وزيادة القبضة الأمنية للنظام.
▪️ يأتي هذا الحراك أيضاً ضمن سياق انتفاضات عدة تتجدّد في المنطقة، من إيران إلى تونس والسودان، ويترافق ذلك مع ارتفاع وتيرة الإضرابات في أوروبا وأمريكا، وفي الصين أيضاً، حيث بدأت منذ أسبوعين مظاهرات عدة رافضة للقمع والقوانين العسكرية التي تفرضها الحكومة بحجة وباء كورونا.
▪️ يسود تخوّف شديد من ردة فعل انتقامية من جهة نظام الأسد، إذ تشهد المحافظة الصغيرة في الجنوب السوري حالة من الفلتان الأمني منذ سنوات بدعم من ميليشيات تابعة للنظام السوري والإيراني، في محاولة للسيطرة عليها بعد رفضها إرسال أبنائها إلى الخدمة العسكرية.
▪ ️لاشك أن الحراك الثوري في السويداء يشكل رعباً حقيقياً للنظام وحلفائه في الداخل والخارج، لهذا يسارعون إلى إطلاق إعلامهم التضليلي لوصف الحراك بأنه ضد وحدة سورية، وإعطائه صبغة طائفية، أو تخوين الثائرين ووصفهم بالعمالة. يهدف ذلك لتشويه حقيقة الحراك الطبقي والتحرري، الذي يعد نضال الطبقات العاملة وكل الكادحين ضد الطبقة البرجوازية وسلطتها الديكتاتورية التي شكلت حصاراً خانقاً من الجوع والبطالة وغلاء الأسعار وتسببت في انهيار العملة الوطنية والاقتصاد الوطني.
▪️ مما لاشك فيه أن كل أشكال المعارضة الزائفة التي شكلتها مرجعيات دولية وإقليمية وأجهزة أمن النظام، ستسارع لتتصدّر المشهد وتدلي بدلوها “الممجوج” خلال سنوات الثورة السورية، من تطييف الحراك ومذهبته وتخوينه… أو التحدث باسمه تمهيداً لركوبه وتطويعه، وبهذا يقدمون خدمة ومساندة للنظام ضد الانتفاضات الشعبية.
▪️ إن الشعب السوري -الذي أنهكهُ غلاء الأسعار وظلم السلطة القمعية- يغلي من الغضب وألم الفقر، وبات أقرب إلى الانفجار الثوري والانتفاضات المتعاقبة في مناطق عدة خاضعة لسيطرة النظام، وكذلك في مناطق سيطرة التنظيمات الموالية لتركيا، التي ما زال إعلام الثورة المضادة يروّج أنها أحداث منفصلة، لكنها تقع في الحقيقة ضمن صيرورة ثورية واحدة للقضاء على الاستغلال والاستبداد والاستعمار.
▪️ نتوجّه إلى كل عمال وكادحي شعبنا في سوريا لمؤازرة ومساندة انتفاضة أهلنا في السويداء، وإعلاء الصوت عالياً عبر التضامن والاحتجاجات والإضراب وعبر منابر التواصل الاجتماعي، رداً على محاولات تمزيق وحدة الشعب السوري وجعل كل محافظة ومنطقة مغلقة على نفسها محمية من الموجات الشعبية الثورية والمطلبية.
▪️ إننا نقف بلا تردد مع أي حِراك شعبي صادر عن الجماهير الغاضبة الرافضة للتجويع والفقر، والاحتلال بأشكالهِ وأطيافه كافة.
▫️كفاح سلوم _ الخط الأمامي