
شهداء اليسار الجذري
في التاسع من كانون الاول/ديسمبر من عام 1980 وفي مواجهة الدكتاتورية البوليسية للطاغية حافظ الأسد والد الطاغية الحالي، واثر حملة اعتقالات واسعة قامت بها الأجهزة الأمنية للنظام بحق المناضلين اليساريين تم نقل الشهيد المناضل في رابطة(حزب ) العمل الشيوعي «محمد يوسف عبود» من مقر فرع الأمن السياسي باللاذقية برئاسة المجرم المقدم أحمد عطفة إلى المشفى الوطني باللاذقية بحالة إسعاف سريع بعد مضي 13 يوم على إعتقاله .
وفارق الشهيد «محمد عبود» ( عصام هو الإسم الحركي للشهيد ) الحياة نتيجة التعذيب الوحشي في الساعة الثانية من صباح التاسع من كانون الأول عام 1980.
المجد والخلود للشهيد محمد عبود ولكل شهداء اليسار الجذري في سوريا
والمجد والخلود لشهداء شعبنا في كفاحه من أجل تحرره
و العار والسقوط لنظام الطغمة الحاكم ولكل قوى الثورة المضادة.
كتب عزام أمين:
في عام 1982 كان عمري 12 سنة، وبينما أخي الأكبر كان يقلب بعض الأوراق في أحد أدراج مكتبتنا وقعت عيني على هذه الصورة.
قلتُ لأخي: مين هادا بيشبه جيفارا؟

اقترب مني وقال بصوت خافت: هادا شب من اللاذقية، أُعتقل واستشهد تحت التعذيب بفرع الأمن السياسي لأنه كدع ورفض الاعتراف على رفاقه. وألحقها بالجملة المعرفة لكل السوريين: “دير بالك تحكي قدام حدى”.
ارتعبت من كلمة “استشهد تحت التعذيب” وصمتت… بعدها بعشر سنوات بالضبط، أي في عام 1992، توجهتُ من دمشق إلى مدينتي سَلَمية بمهمة اتلاف كل ما هو في هذا الدرج بعد أن عَلمتُ بأمر اعتقال أخي.
كان الدرج مليئاً بمناشير “حزب العمل الشيوعي”، وورقة واحدة من هذه المناشير كانت كفيلة بأن تودي بكل من في البيت إلى غياهب السجون لعشرات السنين.
أتلفتها جميعها حرقاً، وأنا أرمي الأوراق واحدة تلو الأخرى وقعت عيني من جديد على الصورة ذاتها، صورة الشهيد محمد عبود، فقصصت الاسم وحرقته وحافظت على الصورة.
عدتُ إلى دمشق وعلقتها في غرفتي وكتبت عليها للتمويه “جيفارا”، المقربون جداً فقط كانوا يعرفون الاسم الحقيقي لصاحب الصورة: محمد عبود.
الشهيد محمد عبّود من مواليد اللاذقية 1951، وحيد لوالديه. كان يعمل لمساعدتهما، وكان طالباً جامعياً في قسم الأدب الإنكليزي في جامعة تشرين. كان والده عاملاً بمرفأ اللاذقية وأُحيل على التقاعد، كانت العائلة تسكن في قرية بسنادا.
اُعتقل محمد عبود بتاريخ 28 تشرين الثاني عام 1980 بتهمة الانتماء إلى “رابطة العمل الشيوعي” (أصبحت حزب العمل الشيوعي في عام 1981)، وبعد عشرة أيام من التعذيب الهمجي داخل فرع الأمن السياسي باللاذقية، نُقل في مساء 8/12/ 1980 إلى قسم الإسعاف بالمستشفى الوطني باللاذقية وبقي حتى الساعة الرابعة من صباح 9/12/ 1980 حيث أغمض عينيه وصعدت روحه إلى فضاء الحرية التي طالما تاق إليها.

تم تسليم جثمانه الساعة العاشرة صباحاً مع شهادة الوفاة التي أصرّ الأطباء، رغم محاولات ممثلي السلطة لفلفة الموضوع، أن يكتبوا فيها: “ضرب شديد على الرأس تسبب بالنزيف والوفاة”، بدلاً من كتابة “الوفاة بسبب أزمة قلبية” كما هي الحال اليوم.
أحد أصدقائها قام بغسل جثمان الشهيد ودفنه، وعلى إثر ذلك تم اعتقاله لمدة 12 عاماً.
تحية إلى شهداء الحرية وشهداء “حزب العمل الشيوعي” وقد بدؤوا مشوار الحرية مبكراً:
محمد عبود
مضر الجندي
إحسان عزو
عماد أبو فخر
طارق شبيب
سليمان غيبور
جمال أضنلي
محمد الصمودي
خضر جبر
جمال حسينو
كريم الحاج حسين
محمد مصطفى معتوق
عدي رجب
عباس عباس
نتذكركم كل يوم ولن ننسى وحشيّة وهمجية قاتلكم مهما طال الزمن
#حلّل_حرّض_تنظّم
#كل_السلطة_والثروة_للشعب
#تيار_اليسار_الثوري_في سوريا