
الصراع الإمبريالي وتسارع السقوط نحو الهلاك
أوصل الصراع الإمبريالي بين الغرب الرأسمالي و روسيا الرأسمالية ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي الستاليني، العالم إلى حافة الهاوية و فى المحطة الأخيرة ما قبل الهلاك.
بدأت الحرب الروسية الأوكرانية أو كما تسميها روسيا “العملية العسكرية ذات الأهداف الخاصة المحددة” فى ٢٤ فبراير من العام الجاري بعد النزاع على جزيرة القرم عام ٢٠١٤ ، و شنت روسيا الهجوم بعدما صرحت أوكرانيا عن نيتها فى تقديم طلب للانضمام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” العسكري و التى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما أعتبرته روسيا خطراً مهددا لأمنها القومي و بالتالي مبررا لغزوها أوكرانيا بذريعة حقها القانوني بناءاً على ما يعطيه القانون الدولي من حق لأي دولة فى حالة تهديد أمنها الداخلي أو أمن حدودها بشن حرب و عمليات عسكرية لأزالة هذا التهديد – ، و بعيداً عن أي انحياز لأي من الطرفين أو تحليل النزاع من الجهة القانونية – لأن طبقاً للقانون الدولي روسيا هي من خرقت القانون – دعنا نرى و نحلل لماذا هذه الحرب فى شرق أوروبا من الممكن إن تنهى العالم بأسره و تكون سببا فى انقراض البشرية:
أولاً : يجب أن ندرك ما يجري فى الصورة الكاملة ، لأن الوضع يبدو من بعيد على إنه صراع بين دولتين ، لكنه د، في الواقع، أكبر من ذلك بكثير…فهنا لدينا روسيا التى تمثل مع الصين و جمهورية كوريا الديمقراطية “كوريا الشمالية” و إيران أكبر عدو للغرب بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها بريطانيا و فرنسا و جمهورية كوريا “كوريا الجنوبية” و الذين بدورهم جميعاً يدعمون أوكرانيا فى هذه الحرب.
ثانياً : تقوم الحروب على حجج قانونية سخيفة لتبريرها، فطبقاً لخصائص القواعد القانونية “القاعدة القانونية قاعدة حازمة عامة” بمعنى إنه إذا خالف أحد ما القاعدة القانونية دون أن يعاقب سقطت هذه القاعدة ، و بمخالفة روسيا البند القائل بأن لا يحق لأي دولة مهاجمة دولة أخرى دون مبرر، و عدم تعرضها لعقاب مباشر من مجلس الأمن بالأمم المتحدة (بصفتها عضو دائم فى مجلس الأمن تملك حق الفيتو) فهذا سوف يشجع دول أخرى لشن حروب على أعدائها ، و هنا لدينا (جمهورية كوريا الديمقراطية/الشمالية ضد جمهورية كوريا/الجنوبية و اليابان) و (الهند ضد باكستان) و (أزريبجان ضد أرمينيا) و (روسيا نفسها مع الصين ضد الولايات المتحدة) بل و حتى فى الشرق الأوسط لدينا (السعودية و جماعة الحوثي فى اليمن الحرب القائمة بالفعل)، بل و حتى (مصر ضد إثيوبيا) ، بمعنى إنه هناك أمكانية كبيرة لقيام نزاع عالمي فى جميع أنحاء المعمورة.
ثالثاً : امتلاك الدول المنخرطة في الحرب لأسلحة الدمار الشامل المتطورة ، فكل من (روسيا ، الولايات المتحدة الأمريكية ، بريطانيا ، فرنسا ، الصين ، الهند ، باكستان ، كوريا الديمقراطية/الشمالية ، الكيان الصهيوني/إسرائيل) رؤوس نووية و هي أسلحة الدمار الشامل التى تستطيع أبادة مدن بل و حتى دول دفعة واحدة ، و بما إن تقريباً كل هذه الدول مشاركة فى النزاعات الدولية القائمة و التى فى أي لحظة نتيجة الحرب في اوكرانيا، فمن الممكن أن تتحول لنزاع مسلح شامل، وأن تبدأ حرب نووية تدمر البشرية.
و من هنا يثار التساؤل ما الذى حدث الآن لكي نبدأ فى الحديث عن الحرب العالمية الثالثة و نهاية العالم ، فالحرب قائمة منذ شهر فبراير الماضي ، ما الجديد؟
الجديد إنه فى يوم ١٦ نوفمبر عام ٢٠٢٢ سقط صاروخ داخل حدود بولندا “أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي/الناتو” و هو ما يعتبر اعتداء مباشر عليها ، و طبقاً للبند الخامس من ميثاق الحلف : “تعرض أي دولة عضو للاعتداء يعتبر اعتداء مباشر على جميع أعضاء الحلف و بناءاً عليه يجب على باقي أعضاء الحلف التحرك عسكرياً للدفاع عن العضو الذى تم الاعتداء عليه” أي انه إذا اعتدت دولة على بولندا فمن المفترض ان تدافع عنها التسع و عشرون دولة الباقية من أعضاء الحلف و على رأسهم قائد الحلف الولايات المتحدة الأمريكية ، بمعنى أنه لو كانت روسيا هي من أعتدت على بولندا فهذا نزاع مباشر بين أقوى جيشين و أقوى قوتين نوويتان على وجه الأرض (الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا) و هو ما سوف يؤدى حتماً لنهاية العالم و أنقراض البشرية.
لحسن حظ البشرية ان نفت روسيا إنها من أطلقت الصاروخ ، و أتضح فيما بعد إنه صاروخ دفاعي أوكراني ضرب صاروخ هجومي روسي و بفعل قوة التصادم سقط الصاروخين فى بولندا ، ما يعني إنه ليس اعتداء مباشر على بولندا لكنه حادث بسبب قوى الطبيعة…لكن للأسف هذا يعني إن حادث بسيط ناتج عن النزاع المسلح فى أوكرانيا من الممكن إن يؤدي لحرب عالمية نووية ، و بالتأكيد هذا لن يكون الحادث الأخير ، إذا بقى الوضع كذلك، واستمرت الحروب الامبريالية، فإن العالم متجه إلى الهلاك لا محالة!! اما الاشتراكية أو البربرية
ماكس _ الخط الأمامي