
بيان بشأن الإعتداء التركي الأخير
حربٌ استعماريةٌ لقوّةٍ امبريالية ناشئة، اليسار الثوري يعلن التعبئة العامة
شن جيش الاحتلال التركي بعد منتصف ليل أمس عبر طائراته العسكرية هجوماً على مناطق سورية، تابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية، مخلّفاً بذلك عشرات الضحايا والجرحى أغلبهم من المدنيين، مستهدفاً البنية التحتية المدنية في كوباني وديريك وغيرها.
يستغل حزب العدالة والتنمية التركي بقيادة أردوغان، الهامش الذي ولّده صراع التنافس الإمبريالي في اوكرانيا ليصدّر أزماته الداخلية عبر اعتداءات عسكرية ممنهجة، ولتحقيق مصالح استراتيجية لهذا النظام السلطوي النيوليبرالي، الذي يتخذ من ادعاءات مسرحية ملفقة حجة لضرب تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، ومحاربة أي حركة تحرر كردية مستقلة.
إننا في تيار اليسار الثوري في سوريا إذ ندين ما تقترفه دولة الاحتلال التركي بحق الشعب السوري بجميع مكوناته من جرائم ترتقي أن تكون جرائم حرب وضد الإنسانية، فإننا نعلن التعبئة العامة، في عموم سوريا، للتصدي لعدوان الاحتلال التركي وللدفاع عن شعبنا وعن الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.
والحال، فقد اعتاد النظام التركي على المسرحيات الدموية مع اقتراب الانتخابات العامة ليحقق مكاسب سلطوية على حساب الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة في تركيا ليدفع بأزماته الداخلية المتراكمة نحو حرب إقليمية مدمرة، ساعياً في الوقت نفسه إلى دفع القوى السياسية المعارضة له إلى مزيد من التنازلات بالإضافة إلى إحكام قبضته العسكرية الشاملة.
في حين أننا نجد أن القوى الإمبريالية العظمى المتنافسة و المتدخلة في سوريا و المشتبكة أساسا في الصراع فيما بينها على أوكرانيا تراقب بصمت دون أي تدخل حقيقي لوقف المذبحة بحق السوريين. كما أن نظام الطغمة الذي نعتقد في حزبنا أنه السبب الأساسي لاستباحة أرض سوريا واحتلالها وتقسيمها بسبب سياساته وصفقاته للحفاظ على بقائه على حساب معاناة السوريين، قد حافظ على تنسيق أمني ومخابراتي خلال العقد المنصرم وقد ظهر مؤخرا إلى العلن الكثير من هذه اللقاءات.
وفي هذه اللحظة المصيرية التي تستعد فيها الإمبريالية التركية للإنقضاض العنصري والمتحوش على شعوب المنطقة وتدمير كل المكتسبات التي تحققت بدماء الشهيدات والشهداء، ولا سيما من قوات سوريا الديمقراطية، فإن الواجب السياسي والأخلاقي يحتم الآن على كل سوري ديمقراطي وكل يساري ومحب للحرية في العالم التضامن المبدأي والغير مشروط مع شعوب المنطقة في مقاومتها المشروعة ضد جيش الإحتلال التركي وجميع مرتزقته وعملائه.
يدعو تيار اليسار الثوري في سوريا كل الذين يملكون إرادة المقاومة إلى القيام بكل ما يلزم من تنسيق بينهم، في الداخل والخارج، لإدانة هذا العدوان ومواجهته. فقد حان وقت الدفاع بكل الوسائل المتاحة بدلا عن الاكتفاء بالشعارات الفارغة والخطابات الليبراليه المهادِنة.
عاش تضامن ووحدة كفاح الشعبين الكردي والعربي وجميع شعوب المنطقة في مواجهة الأنظمة والطبقات الحاكمة.
عاش التضامن الأممي
20 تشرين الثاني 2022
تيار اليسار الثوري في سوريا
بيان بشأن الاعتداء التركي الأخير.pdf