
تتعامل الاحتلالات المتعددة لبلادنا بسفالة فاقعة ووحشية. لكن ماجرى مؤخراً من المافيا البوتينية فاق وقاحة وعنجهية المحتل بكل ماتعنيه الكلمة من معنى،
حيث أمعنت هذه القوات الروسية المحتلة للشعب السوري في محاولة تضييق سبل العيش للسوريين باقصى حدوده الدنيا، فبعد أن هيمنت على أغلب منابع الثروات ومقدرات سوريا الاقتصادية، وحاصرتها بقوة السلاح وبقوة النظام الحليف من خلال اجهزة السلطة لديه وتطبيق سياسة التجويع والافقار، حيث لم يعد اي مواطن من الطبقة الكادحة والفقيرة قادر على تأمين ابسط مايلزم للعيش، أو تأمين ثمن علاج او دواء.
رصد مراسلنا في اللاذقية قيام جيش الإحتلال الروسي بتوزيع حصص غذائية على بعض من مواطني الساحل في احدى مناطق جبلة والتي تتضمن ٢ كيلو رز، ٢ كيلو سكر، ٢ علبة معكرونة، ١٠٠ غرام شاي.
وقال “بهذه الحصص المغمسة بالذل ووقاحة المحتل تم توزيعها بعد عملية استعراض مقصودة ومخططة من مرور الشاحنة مع عربات الشرطة العسكرية البوتينية إلى الإنتظار الطويل للبدأ بالتوزيع بقصد حشد أكبر عدد من الأهالي، بعقلية إذلال مدروسة ومنظمة من قبل نظام الطغمة ومخابرات المافيا البوتينية”.
وأضاف“بعد تجمع عدد كبير من الاهالي ومضي وقت طويل بغاية الامعان في الاذلال تم توزيع تلك الحصص الوضيعة على قسم من الاهالي حيث فرغت الشاحنة والتي ترفع علم القيصر المحتل عاليا وعاد البقية خالي الوفاض يجر خيبته وذله”.
وهنا علينا ان ندقق في عملية التوزيع هذه، مالغاية منها ؟ ولماذا تمت مباشرة من قبل الجيش الروسي, ولم تتم من قبل منظمات او جمعيات محلية تابعة للنظام كما جرت العادة؟
من البداهة أولاً أن المافيا المحتلة هدفت من استعراضها اظهار القناع الاغاثي والمساعد للاهالي، وأيضا من أجل استعراض واستحضار قوة الهيمنة.
وطبعا بغاية مراقبة ردة فعل الاهالي عن قرب وكيف ستتعاطى مع هذه الحصص المقدمة من جيش إحتلال امبريالي. هل ستشاهد حالات رفض أو تظاهر؟ «حيث يدل هذا على وعي سياسي» أم سترى تهافت من الجياع لاخذ الحصص؟ حيث الاستكانة والجهل السياسي المطمئن لتلك المافيا من استمرار احتلالها وهيمنتها.
و هذا ايضا لصالح استمرار النظام واستمرار قمع ونهب وسرقة دماء غالبية الشعب السوري واطمئنان على امكانية تنفيذ مشاريع تقاسم النفوذ المزمع تنفيذها اتفاقا بين الإمبرياليات الممسكة بالملف السوري وصولا لانجاز سوريا المفيدة لكل منهم.
أحد الأهالي هناك قال لجريدتنا
“نعاني من الجهل السياسي بسبب الفقر والجوع والخوف, يتم استغلال فقرنا وعوزنا بشكل ممنهج، وبعد أن نهبوا خيرات تطعم السوريين عشرات السنوات، يمعنون في اذلالنا من أجل حفنة من المعونات التي هي حقه من الأساس”.
هنا يتبين أهمية نشر الوعي السياسي والثقافة الثورية والارتقاء بالطبقة الكادحة لمستوى إدراك أهمية التنظيم الثوري لعموم الطبقة العاملة وعموم الكادحين والمسحوقين من أجل معرفة العدو الطبقي والذي لامفر من مواجهته لأجل الخلاص وهنا راية اليسار الثوري في سوريا تخفق أملا لكل الطبقات العاملة والكادحة في التحرر وبناء البديل الاشتراكي بيد العمال والكادحين أنفسهم.
كفاح سلّوم _ الخط الأمامي