
رغم عنف الدولة الوحشي الثورة الإيرانية مستمرة بالتصعيد
استمرت الاحتجاجات في إيران بعد مقتل مهسا أميني رغم القمع الهائل من قبل القوّات الحكومية،
الناشطان الإيرانيان ، رويا وجودارز ، يخبران الرفيق نيك كلارك بما يحدث في لقاء مع جريدة العامل الاشتراكي
هدّدت الحكومة الإيرانية بتكثيف حملتها القمعية ضد الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد – بعد أن أظهرت الحركة علامات على تعميق تحدّيها للنظام.
تحدت احتجاجات حاشدة قوات النظام يومي السبت والأحد ، بعد احتجاجات نسائية في الجامعات والمدارس تصدّت لسياسيين وقوى قمعية. ورددت طالبات في جامعة الزهراء بالعاصمة طهران هتافات “أخرج من الجامعة” في وجه الرئيس إبراهيم رئيسي يوم السبت بعد وصوله إلى الحرم الجامعي لإلقاء خطاب ضد الاحتجاجات.
جاء ذلك بعد أسبوع من المظاهرات في حرم الجامعات وحولها – وبعد أن امتدّت الاحتجاجات إلى المدارس .
رويا ، ناشطة تعيش في طهران ، قالت للعامل الاشتراكي: إنّ الحركة تنمو، أعتقد أنّ المدارس والجامعات ستغلق رسميّاً عاجلاً أم آجلاً، وستكون هذه خطوة كبيرة للمتظاهرين،لقد سمعت أن المدارس تحاول جاهدة السيطرة على الوضع، كانوا يحاولون إبقاء نوايا الطلاب مقصورة على “إزاحة الستار”، ونظّمت العديد من الاحتجاجات في مدن مختلفة من قبل تلميذات خرجن إلى الشوارع بعد المدرسة وهتفن ، “المرأة ، الحياة ، الحرية”.
وبدأت الحركة منذ نحو شهر بعد وفاة الشابة مهساء أميني في الحجز ،بعد أن تمّ القبض عليها بزعم عدم ارتدائها الحجاب وفقا لقوانين اللباس الإيرانية.
قالت رويا،إنّ الاحتجاجات التالية كانت مدفوعة بشابّات رافضات الحكم الاستبدادي، قالت: “في البداية ، كان هناك نوعان من الأشخاص انضموا إلى الاحتجاجات أولاً ، جيل الشباب أو ما يسمّى بالجيل زد، وثانياً، هناك أولئك الذين أصبحوا عاطلين عن العمل، أو يواجهون صعوبات بسبب التضخّم والأزمة المالية في إيران،لكن الآن ، الأشخاص الذين ينضمّون إلى الحركة هم من جميع الأجيال وجميع الطبقات، أعرف عائلات مؤمنة وتمارس الشعائر الإسلامية إنّهم يتابعون الأخبار، وهم غاضبون جدّاً من سلوك الدولة المركزيّة مع النساء “.
لكنّها حذّرت ، مع تنامي الحراك ، تكثّف الدولة حملتها القمعية، قتلت قوات الدولة أكثر من 100 شخص ، وفرضت قيوداً شديدة على الوصول إلى الإنترنت.
قالت رويا:
“الأشخاص الذين لم يكونوا متأكدّين من الانضمام إلى هذه الحركة ، يظهرون تدريجيّاً، الدولة أكثر حيرة ، خارجة عن السيطرة ووحشية، كانت أفعالهم في المناطق الشمالية من طهران يوم السبت لا تصدّق، من قبل ، كانوا يطلقون النار على الأشخاص الذين يستهدفونهم على وجه التّحديد، الآن يطلقون النار على أي شخص في طريقهم للاحتجاج “.
يزعم رئيسي وأنصاره أنّ الاحتجاجات تحت تأثير الولايات المتحدة وحلفائها، من جانبه ، استغلّ الغرب الحملة القمعية كذريعة لفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران.
تشكل إيران تحديًا للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط ، قد يكون الارتباط بالولايات المتحدة كارثة للحركة، لا تزال الانقلابات الوحشية التي دبّرتها الولايات المتحدة والحياة في ظل الديكتاتور الشاه المدعوم من الغرب في الذاكرة الحية، لكن طالبات جامعة الزهراء هتفن أيضا “الموت للظالم سواء كان الشاه أو المرشد الأعلى”.
رفض جودارز ، الاشتراكي الإيراني الذي كان في طهران مؤخراً ، مزاعم النظام بأنّ الاحتجاجات مؤامرة غربيّة ،وقال: “يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل والقوى الأخرى محاولة الانقلاب أو إثارة عدم الاستقرار ، لكنّها لا تستطيع قيادة أو بناء حركة اجتماعية، لا يمكنهم حشد الآلاف من الناس،
قد يستأجرون بعض المرتزقة ، لكنّهم لا يستطيعون تحفيز ملايين المتظاهرين من خلفيّات وأصول مختلفة، إنّه مجرد اتّهام يستخدمه الديكتاتور لإضعاف معنويات المحتجّين “.
لكنّه حذّر من أنّ قمع النظام يشكّل تهديداً كبيراً للحركة دون إتاحة مساحة للناس العاديين والنشطاء للنقاش والتنظيم ،أجهزة المخابرات والشرطة السياسية وغيرها من المؤسّسات القمعية تسيطر على الأنشطة الاجتماعية والسياسية وقمعها، وأهمّ وسيلة للمناقشات السياسية والنشاط اليومي هي وسائل التواصل الاجتماعي ، لكن للأسف يتم حظرها ورقابتها “.
لكن في الوقت الحالي ، تتنامى الحركة باعتبارها تحدّياً للدولة الإيرانية بأكملها ،وقالت رويا: “أدركت الدولة بعد فوات الأوان أنّ الحجاب الإلزامي أصبح نقطة ضعف مميتة للنظام”.
وانتقلت الاحتجاجات من المطالبة بإنهاء الحجاب الإلزامي إلى سقوط الحكومة والدولة،وهي الآن خارج السيطرة تمامًا.
“المتظاهرون الذين خرجوا إلى الشوارع يطالبون بتغييرات ضخمة ، من بينها الحجاب الإلزامي، لكنهم يريدون تغييرات جذرية الآن “.
في بريطانيا وفي جميع أنحاء العالم اندلعت احتجاجات تضامنيّة مع الثورة الإيرانية ، يريد الكثيرون إظهار دعمهم للنّساء والرّجال الذين يقاومون الاضّطهاد،لكنّ الاحتجاجات تحتوي على عناصر متناقضة للغاية، وبعض المتظاهرين هم من الملكيين المتعطّشين للعودة إلى الحكم الوحشيّ للشّاه وخلفائه الذي مزّقته ثورة 1979.
الرّجعيون الآخرون المشاركون مؤيدون للولايات المتّحدة ومعارضون للإسلام ، مثل هذه العناصر هم أعداء التّغيير الإيجابي في إيران ،وهم يعارضون أيضًا نوع المطالب التي أثارتها النّسويات والجماعات الكرديّة بشأن احتجاجات التّضامن.
العامل الاشتراكي – ترجمة الخط الأمامي