
شهدت محافظة السّويداء، جنوب شرق سوريا صدامات مسلّحة في الفترة الأخيرة مدعومة بانتفاضة شعبية سقط فيها قتلى وجرحى، وقد تم حسمها بعدما تمكّنت فصائل محلية يتقدّمها “حركة رجال الكرامة”، من القضاء على مجموعة راجي فلحوط المدعوم من شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة لنظام الطّغمة.
فلحوط، معروف بولائه لشعبة المخابرات العسكرية وقد تسببت سطوته وممارساته بانتفاضة ضدّه أدت إلى القضاء عليه.
حيث بدأت في محافظة السّويداء، انتفاضة شعبية، خلال الأيام الماضية، انطلقت من مدينة شهبا، احتجاجا على قطع راجي للطّريق وترويع الأهالي واعتقال المدنييّن عن حواجز قام بنصبها على طريق شهبا السويداء، التي رفض أهلها التوجّه إلى مقر عصابة راجي فلحوط، وإعلان الخضوع له، فذهبوا إليه، لمواجهته بكل بطولة وشجاعة.
واندلعت اشتباكات مسلّحة، في بلدتي سليم وعتيل، أسفرت عن سقوط 5 ضحايا من الأهالي والفصائل المهاجمة و3 جرحى وعدة قتلى من عصابة فلحوط.
خلفيّات الأحداث
بدأ التّوتر منذ يوم السبت الماضي، عندما خطفت عصابة فلحوط، الشاب جاد الطّويل من أهالي شهبا، مما أثار غضباً شعبياً في المدينة. العشرات من أهالي شهبا، أغلقوا طريق دمشق السويداء، واحتجزوا 4 ضباط من أجهزة المخابرات، ليردّ فلحوط بخطف المدنيّين من أهالي شهبا عشوائيّاً، عبر حواجز كانت تفرضها عصابته، في بلدتي عتيل وسليم.
ورغم التوصل لاتفاق، في يوم الأحد، بإطلاق سراح المخطوفين من الجانبين، وفتح الطّرقات، إلّا أنّ عصابة فلحوط، عادت للتّمادي يوم الإثنين، وخطفت 4 مدنيين من أهالي شهبا، بينهم طلاب جامعات. وفرضت عصابة فلحوط، حواجزاً جديدة، في محيط بلدة عتيل، عبر العصابات المتحالفة معها، واعتدى أفرادها على مدنيّين من المارّة.
شرارة الانتفاضة
نتيجة تمادي العصابات المسلحة، التّابعة لشعبة المخابرات العسكرية، اشتعل الغضب في مدينة شهبا والقرى التّابعة لها، وبدأ العشرات من شباب قرى حزم، والجنينة، وعراجي، ومجادل، وأم الزّيتون، بالتوافد إلى شهبا، والتّحضير للهجوم على مقر فلحوط، في بلدة سليم. كما طرد مقاتلون محليّون من بلدة عريقة، عصابة تابعة لفلحوط، عن حاجز لها غربي السّويداء، اعتدى على أهالي البلدة.
حركة رجال الكرامة، أكبر الفصائل العسكرية في السويداء، دخلت على خط المواجهة، ودفعت بتعزيزات كبيرة، لمؤازرة أهالي شهبا. بحدود السّاعة الرّابعة بعد ظهر الثلاثاء، بدأت الفصائل المحلية، والمجموعات المنتفضة، هجوماً بمختلف أنواع الأسلحة، على مقر فلحوط، في بلدة سليم، واندلعت اشتباكات عنيفة جداً، استمرّت حوالي ساعتين.
انتهت اشتباكات سليم، بسقوط المقر، لتسفر عن مقتل 6 مسلحين، من عناصر العصابة، ووقوع 6 أخرين منهم بقبضة الفصائل. في حين استشهد 4 مقاتلين من أهالي مدينة شهبا المنتفضين، وأصيب حوالي 20 شخص، بين مقاتلين ومدنيّين.
الهجوم الحاسم للمجموعات المنتفضة، وسقوط أول مقرات فلحوط، أدى لتقهقر العصابات المتحالفة معه، وفرار العديد من أفرادها إلى قريتي المزرعة، والدّور. توجهت بعدها الفصائل المحلية، إلى بلدة عتيل، معقل فلحوط، لتحاصر منزله الذي يتّخذ منه مقرّاً عسكريّاً، وبجانبه مبنيان مرتفعان، تَمَتْرَس فيهما حوالي 20 مسلّحاً من العصابة.
اجتثاث أخطر العصابات
يبدو أن الجهات المشغّلة لعصابة الإرهابي راجي فلحوط، تعمّدت نشر كم هائل من الشّائعات، إضافة إلى أن الأخطاء التي وقعت فيها وسائل الإعلام المحلية، في تبنّي الأخبار عن مصادر غير موثوقة، أدّى لخلق حالة من البلبلة في أوساط المجتمع، وانتشار عشرات الأخبار عن راجي فلحوط ومصيره.
لكن أينما كان فلحوط، فقد سقطت جميع مقراته، وقُتل وأسر غالبيّة عناصره، كما تمّ الاستيلاء على آليّاته، لتصبح عصابته التي عاثت فساداً وإرهاباً طيلة السّنوات الماضيّة، خارج المعادلة.
للمرّة المليون تثبت أجهزة أمن النّظام، ليس فقط أنّها راعية الإرهاب الأكبر، وإنّما هي الإرهاب بذاته، فمنتسبوها حيث وجدوا وجد الخوف والتخويف والفساد والإفساد، وغاب أمان المواطن، وتقلقل المجتمع.
أحدث هبّات أهالينا في السّويداء منذ أيّام هي خطوة على طريق لجم هذه القوى المنفلتة من عقالها، التي تعيث هناك دون رادع، فتخطف، وتقتل، وتفرض الخوَّات، وتطلب الفديات، وتقطع الطرقات.
كل التّضامن مع هؤلاء الأهالي في هبّتهم هذه، ونحن نتمنّى لهم من أعماق قلوبنا أن ينجحوا في استئصال شأفتها من جذورها بالكامل، وندعوهم إلى مزيد من التّنظيم والتّعاون والعمل المشترك كي يعيدوا الطّمأنينة إلى ربوع تلك المحافظة الغالية والعزيزة بالنسّبة إلى كل سوريّ شريف، وليبقوها عصيّة على مخالب مافيات مرتزقة السّلطات الأمنيّة وميليشياتها المسلّحة.
الخط الأمامي _المحرر السياسي