
صيحات تنادي بخروج تركيا واليسار الثوري يدعو إلى "توحيد نضالات السوريين"
تشهد المناطق السورية المحتلة تظاهرات ضد الاحتلال التركي ومرتزقته متجهة للتوسع والازدياد، إذ وصفها غياث نعيسة المنسق العام لتيار اليسار الثوري في سوريا بالـ “هبة الشعبية المذهلة ضد سياسات الاحتلال التركي الذي مارس أبشع أنواع القتل ويهدد باحتلال أراضي سورية جديدة”، كما طالب بـ “توحيد نضالات السوريين والاستناد على ساحة ارتكاز النضال في مناطق الإدارة الذاتية لتحقيق النصر”.
وخرجت مساء الجمعة، مظاهرات واحتجاجات شعبية حاشدة ضد سياسات دولة الاحتلال التركي ومرتزقته، في غالبية المناطق المحتلة، استخدمت على إثرها قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي ضد المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.
وانطلقت مظاهرة حاشدة من مركز دوار كاوا، وسط مدينة عفرين المحتلة ضد شركة الكهرباء (STE) ، بسبب رفع الأسعار والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وبعد استخدام قوات خاصة تابعة للاحتلال التركي الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وإطلاق الرصاص الحي عليهم، ازداد الاحتقان الشعبي وتحولت المظاهرات السلمية إلى انتفاضة في وجه الاحتلال التركي في جميع المناطق، ليقدم المتظاهرون على اقتحام مبنى المجالس المحلية التابعة لتركيا وإحراقها بشكل كامل، بالإضافة إلى تدمير جميع محتويات شركة الكهرباء وسط المدينة، وإحراقها.
وفي مدينة إدلب، انتفض الأهالي في وجه سياسات دولة الاحتلال التركي، ورددوا شعارات تطالب بخروج جيش الاحتلال التركي من الأراضي السورية، ورفعوا يافطات كتب عليها “السيد أردوغان أمنكم القومي لا يكون على حساب الشعب السوري، لا للتغيير الديمغرافي، نعم لعودة كل المهجرين”.
كما استجاب أهالي مدينة مارع المحتلة لنداءات المتظاهرين في عفرين، وانتفضوا بدورهم ضد الاحتلال التركي وأقدموا على حرق مبنى المجلس المحلي وشركة الكهرباء في المدينة، ورددوا شعارات “سورية حرة حرة.. التركي يطلع برا”.
و خرج أهالي مدينة الباب المحتلة، وأحرقوا مباني شركة الكهرباء التركية ومؤسسات الاحتلال التركي ومرتزقته وسط المدينة.
وفي ناحية جندريسه التابعة لمقاطعة عفرين المحتلة، أقدم جيش الاحتلال التركي ومرتزقة “الشرطة المدينة” على قتل وجرح عشرات المتظاهرين ضد الاحتلال وسياساته في المنطقة.
وأفادت مصادر خاصة من المناطق الخاضعة لسيطرة الإحتلال التركي ومرتزقته يوم السبت، بانطلاق الدعوات للخروج في مظاهرات مناهضة لسياسات دولة الاحتلال التركي في المناطق المحتلة، وسط استنفار جيش الاحتلال التركي لقواته وقطعه للطرقات وحركة النقل بين المناطق.
وكانت تظاهرات خرجت في المناطق المحتلة ضد السياسات التركية والتهديدات ضد شمال وشرق سوريا وعملية توطين اللاجئين.
وفي 27 أيار/ مايو، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بخروج مظاهرة في مدينة سرمين بريف إدلب، على بعد نحو 1 كم عن إحدى نقاط الاحتلال التركي، ضمت عشرات المهجرين من مناطق ريف إدلب الشرقي والجنوبي، ممن هجروا بفعل الاتفاقات الروسية – التركية.
ووفقاً للمرصد السوري، فإن عدداً من المهجرين هتفوا بشعارات ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونددوا بالتهديدات التركية ضد شمال وشمال شرق سوريا.
وبحسب مصادر المرصد السوري، فإن المظاهرة شهدت تعتيماً إعلامياً من قِبل وسائل الإعلام والنشطاء المحسوبين على تركيا.
هبة شعبية مذهلة
المنسق العام لتيار اليسار الثوري السوري، الدكتور غياث نعيسة، تحدث حول ذلك، قائلًا: “منذ إعلان أردوغان ونظامه نيتهم معاودة الاعتداء واحتلال المزيد من الأراضي في شمال سوريا، بذريعة توطين اللاجئين السوريين فيها، شهدنا هبة شعبية مذهلة ترفض الحرب التركية وترفض التوطين”.
وأضاف “ما جرى مؤخراً في عفرين وغيرها من المدن المحتلة من قبل الجيش التركي ومرتزقته، والتي رفعت أرقى الشعارات الوطنية في مواجهة الاحتلال ومرتزقته، إنما هي مؤشر مهم على عدد من القضايا؛ أولها أن الروح الثورية والوطنية لدى الجماهير السورية لم تخبو تماماً رغم الكارثة التي يعيشها الشعب السوري، وثانيها، أن الجماهير السورية هي الرافع الأساسي لمطالب التحرير من الاحتلال والاستبداد بكل أنواعه”.
يجب ربط وتوحيد نضالات السوريين
وطالب نعيسة بدعم هذه الاحتجاجات، قائلاً: “علينا أن نربط نضال السوريين في كل مناطق وجودهم، وعلينا في مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية أن نكون نقطة التقاطع والتمركز والدينامو لهذه النضالات الشعبية أينما كانت، كما علينا أن نعبر ونقدم لشعبنا في هذه المناطق المحتلة كل اشكال الدعم الواضح والقوي”.
وأضاف في هذا السياق “أتمنى أن يخرج الناس في مناطق الإدارة الذاتية لتهتف أنها مع أهلها في عفرين والباب وصوران ومارع وجنديرس وكل مكان”.
وأوضح “رفعت الجماهير الثائرة في هذه البلدات المحتلة شعاراً وطنياً شاملاً (سوريا حرة حرة والتركي يطلع برا). هناك ارتفاع في وعي وتنظيم الجماهير السورية الغاضبة، وإن كان ما يزال متفاوتاً، دورنا، في مجلس سوريا الديمقراطية، هو ربط وتوحيد هذه النضالات كلها ورفع سوية مطالبها وتنظيمها”.
رداً على أبشع أنواع القتل والهمجية
وحول دوافع تنامي السخط الشعبي في المناطق المحتلة، قال نعيسة: “الاحتلال التركي ومرتزقته مارسوا وما زالوا أبشع أنواع القتل والهمجية بحق المدنيين، وزادت همجيتهم مع صرخات السوريين الرافضة للاحتلال التركي وسياسات التوطين القسري، وهو أقسى وأفضل رد على العنجهية الفجة والتهديدية لنظام أردوغان بشن حرب جديدة، ليجد نفسه أنه لن يواجه فقط المقاومة الباسلة لقوات سوريا الديمقراطية بل مقاومة شعبية واسعة تشمل حتى الأراضي التي احتلها وأعتقد واهماً أنه أخضع سكانها”.
يجب الاستناد على ساحة ارتكاز نضالنا في مناطق الإدارة الذاتية لتحقيق النصر
واختتم نعيسة حديثه، قائلاً: “إنها مرحلة حبلى بالإمكانات، علينا عدم تفويتها، فلنرص صفوفنا في كل الساحات لمواجهة المخاطر المتزايدة دفاعاً عن حرية الشعب السوري ومصالحه واستقلاله وكرامته. مرة أخرى أكررها، يتطلب من جماهير شعبنا وقواه التحررية، الاستناد على ساحة ارتكاز نضالنا في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، كشرط لتحقيق هذه الأهداف والانتصار”.
✪ إعلام من أجل الاشتراكية والثورة
#الخط_الأمامي #اليسار_الثوري ☭✊🚩
https://revoleftsyria.org