
ذكرى الجلاء 2022: تطبيق الحل السياسي ورحيل المحتلين الجدد
في ذكرى جلاء الانتداب الفرنسي عن سوريا، طالبت القوى الوطنية في محافظة السويداء، بتطبيق الحل السياسي وفق قرار مجلس الامن 2254، ودعت لرحيل الاستبداد، وكافة القوى الأجنبية عن الأراضي السورية.
تجمع القوى الوطنية، الذي يضم هيئات سياسية معارضة مختلفة، منها الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني، واللجنة الوطنية، كانت قد دعت لإحياء ذكرى الجلاء، كما اعتادت سنوياً، في النصب التذكري لشهداء الثورة السورية الكبرى 1925، في بلدة المزرعة بريف السويداء الغربي.
وتداعى العشرات من القوى الوطنية، إلى بلدة المزرعة، حاملين شعارات مناهضة للاستبداد، تؤكد على وحدة الشعب السوري، وأن الدين لله والوطن للجميع. كذلك دعوا لتطبيق الحل السياسي الصادر عن مقررات جنيف، وأشاروا إلى أنه السبيل إلى التغيير الوطني الديموقراطي المنشود، مع التأكيد على قرار الأمم المتحدة 2254، الذي ينص على التوصل إلى تسوية سياسية للأوضاع في سوريا.
كما ورفعت القوى الوطنية لافتات تشدد على أن الدولة المدنية التعددية هي الضمانة لجميع السوريين، وأن السيادة الوطنية لا تتحقق إلا برحيل المحتلين.

بيان الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني
واصدرت الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء بيانا جاء فيه
الشعب السوري العظيم…
السابع عشر من نيسان، هو يومٌ مجيدٌ من أيام السوريين، يومٌ يستذكر فيه السوريون رجالاً صنعوا التاريخ المُشرِّف، وحرروا سوريا من الاستعمار الفرنسي، ليرتقوا نجوماً في سماء بلادنا، تشع ناراً ونوراً، نارٌ على الأعداء، ونورٌ يسطع في ربوع الوطن، نهتدي بهديهم، ونفخر بوطنيتهم النبيلة التي جسدوها مثلاً يُحتذى على مدى الاجيال.
فمن البطل يوسف العظمة ، رمز الشهادة والفداء، وصاحب الشرف الوطني الرفيع، الذي دافع عن حدود الوطن مُنطلقاً من المقولة الشهيرة القائلة : لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يُراقَ على جوانبه الدمُ.. مردداً : لن يمروا إلا على أجسادنا… إلى ثورة الساحل بقيادة صالح العلي، مروراً بإبراهيم هنانو في ثورة الشمال الذي انتزع من المحكمة الفرنسية حقه بالدفاع عن أرضه وشعبه. إلى ثورة دمشق وغوطتها بقيادة عبد الرحمن الشهبندر , وحسن الخراط، ومحمد الأشمر. إلى حماه وفوزي القاوقجي وسعيد العاص. إلى المنطقة الشرقية ومحمد العياش ورمضان شلاش.. إلى ثورة الجولان واحمد مريود. إلى ثورة الجنوب اللبناني وأدهم خنجر.. إلى الإعلان التاريخي للثورة السورية الكبرى ١٩٢٥ من جبل الريان سهلاً وجبلاً بقيادة القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش.
نعم في مثل هذا اليوم من كل عام، يقف السوريون دقيقةُ صمتٍ على أرواح هؤلاء النجوم التي أضاءت ليلَنا الحالكَ، وحولته إلى وطنٍ مُشرقٍ، مُحَرَّرٍ من رجس الاستعمار الفرنسي، وجعلت منه واحةً مليئةً بكل ألوان الفرح والعزة والحرية والإباء.. وهكذا إلى أن تسللَ نظام الاستبداد والفساد، مُتغولاً على الدولة والمجتمع، مُحولاً الوطن الواحة التي صنعتم ، إلى سجنٍ كبيرٍ، ليس فيه إلا الظلم والقهر والإذلال، مُستبيحاً مُقدرات البلاد الاقتصادية، ومستغلاً قدرات السوريين على الصبر والأمل لأكثر من خمسة عقودٍ مليئة بالتصَحُّر الإنساني، وبثقافة الاستبداد، القائمة على الظلم والقهر، والطاعة العمياء، والتماهي بالمستبد/ وإلا فالمَحاكِمُ الاستثنائيةُ تحت حالة الطوارئ تنتظر الجميع.
وهكذا، إلى أن طفح الكيل، وانفجرت ثورة الحرية والكرامة، والتي أكملت عامها الحادي عشرة، ثورةً وطنيةً سلميةً، منطلقةً من المقولة العلمانية التاريخية التي أطلقها القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، ( الدين لله والوطن للجميع) و (الشعب السوري واحد ).
إننا في تجمع القوى الوطنية في السويداء، مع رفاقنا في الهيئة الإجتماعية للعمل الوطني، واللجنة الوطنية في المحافظة، ولفيفٌ من الشخصيات الوطنية المُستقلة، إذ نَقِفُ اليوم دقيقةُ صمتٍ على أرواح الشهداء الأبرار، أمام صرحهم الشاهق إلى عنان السماء , في المزرعة، لنقول لهم : إن دماءهم التي صنعت الاستقلال لا زالت تجري في عروق السوريين الذين قاموا بثورتهم المجيدة، ثورة الحرية والكرامة، وإننا نُعاهدهم على نبذ كل أشكال التفرقة، والعمل على وحدة الجهود الوطنية، التي بها تنتصر إرادتنا الحرة، ضد كل أشكال الظلم والقهر والاستعباد، ونُحرر أرضنا من كل الاحتلالات الأجنبية التي دمرت البلاد بأحدث أسلحة الدمار الاجرامي.
كما وإننا لم ولن نستبدل الحل السياسي لعموم سوريا بأي حلٍ مناطقيٍ أو محليٍ أو ثالثٍ أو رابعٍ، خارجَ مقرراتِ الأمم المتحدة في جنيف واحد واثنان، صامدون فيها ثورةً سلميةً حتى رحيلَ الاستبداد، ومعه كل الاحتلالات البغيضة التي استقدمها لتحميه من غضبِ الشعب الثائر، الذي سيبقى مستمراً في ثورته حتى قيامَ دولتَهُ الوطنية الديمقراطية العادلة لكل السوريين، وننعم جميعاً بوطنِ الحريةِ والاستقلال.
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار. والحرية للمعتقلين، والمُغيبين قسراً.
عشتم وعاشت سوريا حرة مُستقلة مُوحدة أرضاً وشعباً. تجمع القوى الوطنية في السويداء.
السويداء في ١٧ / ٤ / ٢٠٢٢

ويعتبر يوم 17 نيسان من كل عام، ذكرى سنوية لرحيل أخر جندي فرنسي عن سوريا، عام 1946. وتأتي الذكرى هذا العام، في حين ترزح البلاد تحت وطأة أزمات قاسية، وتتعدد نفوذ القوى الأجنبية، التي تتنافس على ثروات البلاد، فهل يرى السوريون يوم جلاء جديد، تخرج فيه قوى الاحتلال ويرحل الطغاة والمستبدين الذين جلبوهم إلى البلاد .