
▪️تنطلق مواقف قطاعات ليبرالية من المعارضات السورية في تحليلها إلى استنتاج مفاده، أن أي حل في سوريا لم يعد بتاتا بأيدي السوريين، بل الدول المتدخلة على الأرض السورية، وإن كان هذا الاستنتاج جزئيا صحيح، لكنه لا يأخذ بعين الاعتبار العوامل الداخلية، الشعبية والسياسية السورية، التي تنطلق وتعمل على الحق السوري بتقرير مصيره بحرية وإن كانت ضعيفة وفق موازين القوى الراهنة، والمتبدلة دوما، كما أنه يهمل حقيقة أنه حتى وإن توافقت هذه الدول على حل فيما يينها، يضمن مصالحها، لكنها بحاجة إلى هيئات سورية تشرعن ذلك، ومن هذه الحاجة خرجت على الملأ منصات سورية عديدة كمنصة موسكو، والقاهرة، و الائتلاف وهيئة التفاوض، والدستورية، وغيرها من المشاريع التي همها الوحيد هو تسويق نفسها عند هذه الدولة النافذة أو تلك.
▪️ منطق هؤلاء، أصحاب القول، بخروج الوضع السوري من يد السوريين كليا، يصل بهم إلى استنتاج اخر لا يقل سوءا ووهما عن الأول، هو دعوتهم إلى وضع سوريا تحت الوصاية الدولية، وتحت البند السابع لمجلس الأمن، وهنا يصل أصحاب هذه المواقف من أفراد وتجمعات في المعارضات الليبرالية التعسة، إلى درك لا نهاية له من الانحطاط السياسي، اذ انهم رغم جعجعتهم الكلامية عن الديمقراطية، والمعارضة، يشطبون بمواقفهم هذه أي معنى للعمل السياسي، والشعبي المنظم، والصبور مهما كان عليه سوء الأوضاع الراهنة؛ لتصبح ساحة الفعل الوحيدة الفعلية “للعمل السياسي” لديهم، هي تسويق أنفسهم كشماعات سورية للحلول التي يعتقدون أن الدول المتدخلة في بلادنا قد تتوصل إليها؛ وليكونوا وكلاءها، وبذلك يمثل أصحاب هذه المواقف، واحدًا من أكثر أقسام ” المعارضة” انتهازية وبؤسا، حيث أن نشاطهم يقوم على بحثهم اللاهث عن “لحسة أصبع من كل صحن”، ما يجعل من مواقفهم الآنية تجاه هذا الحدث أو ذاك لا قيمة، ولا مصداقية، فعلية له.
▪️القول بأنه لم يعد اطلاقا للسوريين يد في تقرير مصير بلادهم، هو في أحسن أحواله، بمثابة استقالة عن العمل السياسي بشكل عام، أو انه يقتصر على نطاق الترويج لأنفسهم لدى الدول الإقليمية، والدولية؛ بينما تمسك بعضهم بذلك وترويجه، وفي نفس الوقت متابعة الادعاء بالعمل الديمقراطي المعارض، فهو إنما يشير إلى مدى انتهازيتهم الكبيرة، والحال في تفنيد ادعاءات هؤلاء “التصفويين”، ما تشهده سوريا المقسمة من تزايد الاحتجاجات الشعبية المطلبية والمباشرة، ولا سيما في مناطق الاحتلال التركي، والنصرة الارهابية في شمال غرب سوريا، وكذلك في مناطق نظام الطغمة أيضا.
▪️وآخرها الاحتجاجات المتواصلة في محافظة السويداء، تبدو هذه الاحتجاجات الشعبية المطلبية حتى الآن، بوصفها احتجاجات على السلطات المسيطرة في مناطقها، ولم تكتسب بعد طابعها الوطني العام، هذه الاحتجاجات الشعبية بطابعها المحلي والمطلبي، يعكس بعمق الوضع العام في سوريا، فمن جهة تقسمت البلاد إلى ثلاث مناطق بسلطات سياسية، وسياسات اقتصادية، واجتماعية وسياسية مختلفة، كما أن طابعها المطلبي المباشر يعبر عن ضعف حضور القوى السياسية الديمقراطية واليسارية في صفوف الطبقات الشعبية، مثلما أنه يعبر، في المقابل، عن نهوض جديد للحركة الشعبية الاحتجاجية، وإن كان بصورته المطلبية المباشرة.
▪️ هذا النهوض الجديد له أهمية قصوى؛ بالأخص لكونه يأتي بعد عقد من حرب مدمرة للبنى الاقتصادية، والاجتماعية في بلادنا، وعلى أرضية كارثية إنسانية مهولة؛ لذا، فإن هذه التحركات الشعبية المطلبية تتطلب منا كل دعم وتضامن، والعمل في صفوفها، وتحسين تنظيمها وشعاراتها، ونقل التجارب فيها، وتوحيدها على الصعيد الوطني.
▪️فهي بشائر شديد الاهمية للنهوض الجماهيري مجددا؛ ولكي تتطور، ولا تتبدد. يستدعي ذلك العمل بجدية؛ لبناء قيادة سياسية ثورية وطنية، ترتكز على مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، لها برنامج ديمقراطي واجتماعي وطني عام ولها قاعدة جماهيرية، وتكون قادرة على تنظيم، وقيادة كفاح الشعب السوري؛ من أجل السلام والاستقلال، والحرية، والمساواة، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.
▪️في هذا الصراع الكبير، والتحدي المصيري، ما زلنا نشدد على أننا في تيار اليسار الثوري، ومن خلال اندراجنا في النضالات الديمقراطية، والاجتماعية، نضع نصب أعيننا مهمة بناء الحزب الثوري العمالي الجماهيري في سوريا؛ ككتلة أساسية في هذا الصراع الطبقي الطويل الأمد، والذي لا يقتصر على بلادنا، والإقليم؛ بل يشمل العالم.
لجنة العمل المركزي تيار اليسار الثوري
شباط/فبراير 2022
▫️إفتتاحية العدد 57 من جريدة الخط الأمامي، لسان حال اليسار الثوري في سوريا.
https://cutt.ly/VPYHJiV
#الإفتتاحية #الخط_الأمامي #العدد_57
✪ إعلام تيار اليسار الثوري في سوريا من أجل الاشتراكية والثورة
#FrontLine #Revoleftsyria ☭✊🚩
https://linktr.ee/revoleftsyria