
يمثل الختان أعنف وأسوأ الأدوات التي استخدمتها الأبوية للسيطرة على جنسانية النساء والتحكم في انجابيتهن وهو باب أيضاً للتحكم في حياتهن وفرض انصياعهن للضوابط الأبوية. ويهدف لجعل المرأة وعاء للذة الرجل ومصنعاً لإنتاج الأطفال للعائلة والنظام السياسي والاقتصادي القائم. فالحديث عن أجسادنا وما يمارس عليها من عنف هو حديث عن قوة مادية رمزية مشرعنة ومبررة وتأخذ أشكالاً عدة تهدف في الأخير إلى تطبيع الانتهاك والعنف تجاه الأجساد. وهذا ما يجعل الممارسات التي تهدف للضبط والسيطرة والمرتبطة بالتحكم في جنسانية النساء مثل “الختان” و طقوس ما يسمى “بالعذرية” تفرض الصمت تجاه جنسانية النساء وأجسادهن، عبر سلطة سياسية وتنشئة اجتماعية تخلق بينهن وبين الجنس والجسد أزمة خوف وغربة وتهديد وانتهاك.
إن الوعي بأن عنف الختان هو ممارسة ترتبط بجذور سياسية أبوية تراهن على العنف للسيطرة على المجتمعات، يحتم بأن تخرج مناهضة الختان من خطاب العقابية والبحث عن انهائها عبر مؤسسات الدولة، وعدم تصويرها كممارسات فردية خارجة عن البنى الأبوية السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية التي تفوض العنف وتستخدم جميع الأدوات لفرض السيطرة والانصياع. لذلك يتطلب انهاء هذه الممارسة العنيفة التي تشوه أجسادنا وتحاول فصلنا عنها لتكون مجرد وعاءً للخدمة والرعاية، منا الحفر في تغيير علاقات القوة داخل المجتمع التي تسمح بالانقضاض على أجسادنا وتشريحها لتوافق متطلبات السيطرة. والتوعية بمخاطره يجب أن تركز على تفكيكه وتتبع جذوره وتفكيكها كضرورة ملحة لتخليصنا من الخوف والإنتهاك والسيطرة، والصراع مع القيم الأبوية حول الجسد والجنسانية التي تسمح به وتنشره كمسلمة.
نحتاج لخطاب جذري يمركز الضحايا والناجيات واحتياجاتهن، وينظر لهن خارج سرديات الإنقاذ البيضاء، وبدل من ذلك بمزيد من التضامن والتنظيم الذي يحقق لهن العدالة ويضمن لهن حق امتلاك جنسانيتهن واستعادة حقهن في اللذة. ويضمن للعديد من الأجيال الحالية والقادمة حق الحماية والآمان، ويضمد جروح الصدمات المتناقلة عبر الأجيال.
عن منصة نحو وعي نسوي
✪ إعلام تيار اليسار الثوري في سوريا من أجل الاشتراكية والثورة
#FrontLine #Revoleftsyria ☭✊🚩
https://linktr.ee/revoleftsyria