
▪️مما لاشك فيه؛ أن الأنظمة السياسية والاقتصادية دأبت على استعباد الشعوب منذ القدم، وبأشكال مختلفة من منطقة لأخرى، وقد ساعد على هذا الأمر الأديان، ورجالاتها، بأن يجعلوا العبودية شيئا مقدسا كي تصبح الشعوب مؤمنة؛ لابد من القبول بعبوديتها للملك، أو السلطان؛ ليفوزو برضا الرب، وهذا تم عبر أغلب الديانات عبر التاريخ انتهاء بآخر دين ابراهيمي كالاسلام، والذي كرس العبودية، والجواري، والسبي؛ بتشريعه المقدس بالقرآن، والسنة النبوية.
▪️وكان طرق ملكية العبيد تقريباً متعارف عليها كقوانين إجرائية، وعرفية متشابهة إلى حد ما في أغلب مناطق العالم مثل صك العبودية، والوسم، وطرق لباس العبيد، وحياتهم الاجتماعية والاقتصادية، أيضا متشابهة إلى حد ما في العالم، وكان العبد يتبع ملكيته إلى سيد من عالية القوم، وله الحق في تشغيله بما يناسب مالكه، وله تتبع ملكية كل ما ينجب العبد من أطفال أيضا يصبح ملكا لذاك المالك، وله الحق تبعا للقوانين السائدة حينها أن يبيعهم، أو يبقيهم وهو مسؤول عن اطعامهم، وكسوتهم، وعلاجهم؛ ليستمروا في خدمة سيدهم بأفضل وجه، ولكن هذه القوانين التي كانت تبيح العبودية، وملكية الجواري للخدمة، والنكاح تم توقيف العمل بها، واعتبارها جريمة إنسانية من قبل القوانين التي أصدرتها الأمم المتحدة في القرن العشرين جعل استمرار العبودية على الشكل القديم مستحيلا، ولكن سرعان ماتم إيجاد طرق بديلة تؤدي إلى استعباد البشر بشكل مقنع، وغير معلن.
▪️فمثلاً حين يطبق الحاكم من خلال هيمنته السلطوية الواسعة، واستبداده وديكتاتوريته على الشعب، وافقاره، واستغلاله، وتجويعه، ووضع القوانين التي تسلبه حريته، وحقه بالتعبير عن ظلمه هذا من المؤكد، هو عبودية بكل معنى الكلمة، ومما يجعل العبودية مقننة، وبشكل مقنع في ظل الأنظمة المتخلفة، وكأنه استبدل بصك العبودية القديم للعبد التي كان معمولا بها، بطاقات ممغنطة بعدما سادت التقنية الإلكترونية، وفرضت المعلوماتية، ومنابرها وجودها تم فرض هذه البطاقات من قبل تلك الأنظمة المتمثلة بالبرجوازية المتخلفة، والتي يسود في ثقافتها تلك الأشكال الاقطاعية التي تتالت من رحم هذا النظام الاقتصادي الإقطاعي المتخلف، ولكن عملت على محاولة تقليد البرجوازية الغربية، التي حكمت هذه المناطق عسكريا مباشرة، ولكنها استبدلت بحكمها المباشر، تولية الطبقة الاقطاعية المتبرجزة في ظل التحولات في العصر الحديث؛ لتصبح طبقة برجوازية تابعة للبرجوازية المهيمنة اقتصاديا، وسياسياً على المنطقة عمومًا، كما مُنحت كل الإمكانيات كي تهيمن على شعوب المنطقة من خلال ما يناسب كل دولة على حدة، إلى جانب خصوصية كل حاكم، ونظام حكمه، وعلى هذا المنوال، تم استنباط الطرق والقوانين، والأساليب التي تكفل هيمنة هذه الأنظمة المتخلفة على شعوب عموم المنطقة ومن أحدث تلك الأساليب؛ أحداث هذه البطاقات الممغنطة، والتي من خلالها يتم التحكم بكل مجريات الحياة من طعام، وشراب، ومواصلات، وتدفئة، وكل وسائل متاحة لاستمرار الحياة يصبح متوقفًا على هذه البطاقات والتي تحكمها الأنظمة الحاكمة وبموجبها تستطيع هذه النظم أن تحرم الشعوب أو تعطي اذلالا متى شاءت وأيضاً من أساليب العبودية هو أنه بعد أن يتم تجويع الشعب يتم تعويده على المعونات والتي هي شكل من إطباق الهيمنة والاذلال لتلك الشعوب
▪️ولهذا نجد أن الأساليب فقط هي التي تغيرت ولكن بالحقيقة بقيت نظم العبودية بل على أشكال أشد واعنف فقد يستطيع أي من هذه الأنظمة العفنة أن يخطف أو يمارس القتل أو السجن لأي أحد من الشعب دون أي رادع وبقوة قوانينه التي وضعها لتكريس سلطته المطلقة بل تستطيع هذه الأنظمة البرجوازية المتخلفة والتابعة لسيدتها الإمبريالية العالمية أن تمارس الإبادة الجماعية أو تجويعهم لتلك الفئة من الشعب أو تلك بحسب ما يناسب تلك الأنظمة لأجل بقائها ولهذا نجد أن العبودية واستعباد الشعوب مستمر بشكله المقنع والبشع بما يتناسب مع تقاليد العصر وتقنياته وقوانينه الحاكمة عالميا ومحليا تبعا لهذه الأنظمة المتخلفة واستمرار بقائها ما امكن لأجل خدمة الرأسمالية العالمية المتوحشة وهيمنتها على الشعوب وعلى مقدراتها الاقتصادية ولن يكون هناك سبيل من الخلاص من هذه العبودية المفروضة من قبل هذه الأنظمة العفنة، إلا بالوعي، ونشر الوعي الاقتصادي، والسياسي، والحقوقي؛ لقيام اتحاد بين مصالح الطبقات المسحوقة، والمستعبدة من خلال أحزاب ثورية، وفكر ثوري يعمل على تغيير هذه النظم؛ من أجل الحرية، والعدالة الاجتماعية، والاقتصادية، وبناء التنمية البشرية على أساس علماني ثوري، تتطور من خلاله القوى الشعبية؛ لقيادة مستقبلها، ونيل حريتها، واسترداد كرامتها التي سلبت في ظل هذه الأنظمة المتخلفة، وهيمنة الإمبريالية عليها وعلى مقدرات، وثروات شعوب هذه المنطقة بأسرها فلا سبيل، ولا مناص، لهذه الشعوب وطبقاتها الكادحة إلا بالوعي الثوري، والثقافة السياسية الثورية؛ كي تتخلص من عبوديتها، وتصبح حرة سيدة في أوطانها، مالكة وسائل الإنتاج الاقتصادي، والثروات الاقتصادية الوطنية دون منازع حينها فقط يصبح الوطن وطنا مستقلا، والمواطن له، كرامة وطنية؛ وحرية مجتمعية؛ تمارس بشكل واقعي، وفعلي.
#دولي #الشرق #سوريا
ابو غيفارا _ الخط الأمامي
https://cutt.ly/zOzRbPy
✪ إعلام تيار اليسار الثوري في سوريا من أجل الاشتراكية والثورة
#FrontLine #Revoleftsyria ☭✊🚩
https://linktr.ee/revoleftsyria