
ينظر البعض إلى الأموال الصينية بنظرة إيجابية ويكاد يخبرنا بأنها مجانية، إلا أن هذه القروض باهظة الثمن اقتصاديا، و تعمل على تقييد الدول المدينة بسبب علاقاتها بالاقتصاد الصيني، وبالتالي رهن مستقبلها للشركات الاحتكارية الصينية.
من خلال العمل على مشروع اقتصادي توسعي يُعرف باسم “الحزام والطريق” لاعتصار المزيد من فائض القيمة. وتريد من خلاله مد نفوذها إلى مناطق جديدة في منطقة القارة الآسيوية للهيمنة على بلدان عدة.
الصين تضم سوريا رسميا لمبادرة “الحزام والطريق”
وقعت الصين، الأربعاء 12/1/2022، مذكرة اتفاق مع حكومة نظام الطغمة، بموجبها أُدرجت سوريا في خطة “الحزام والطريق” الصينية ، بعد سنوات من بدء المحادثات بشأن هذه العضوية.
وبحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”، وقع الاتفاق في دمشق، رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي، فادي الخليل، ونيابة بكين كان السفير الصين في سوريا، فنغ بياو.
وتهدف مبادرة “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري”، إلى ربط الصين ببقية العالم وتسليم بضائعها بأسرع وقت ممكن إلى جميع القارات عبر الطرق البرية والبحرية. وتستند إلى تطوير البنية التحتية، بالتعاون مع أكثر من 68 دولة.
وقال أستاذ الدراسات الدولية في جامعة “صن يات سين” الصينية، الدكتور شاهر إسماعيل الشاهر، أنه “تم إعادة الروح لانضمام سوريا إلى هذه المبادرة عند زيارة المستشارة الخاصة في الرئاسة السورية، بثينة شعبان، إلى الصين في العام 2017. وكذلك زيارة وزير الخارجية السوري السابق، وليد المعلم، إلى بكين في العام 2019، وخلال هذه السنوات كانت سوريا مشاركة، وحاضرة في كل الفعاليات التي تقيمها الحكومة الصينية والمتعلقة بهذه المبادرة”.
ووفقا لتقرير لمعهد “نيو لاينز للاستراتيجية والسياسة” الأمريكي، سعت بكين إلى دمج دمشق بمبادرة “الحزام والطريق” وحاولت الاستفادة من احتياجات إعادة الإعمار الملحة في البلاد. لتأسيس موطئ قدم في قلب بلاد الشام، ولتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
هل وقعت دمشق في فخ الديون الصينية؟
يوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور عبد الحكيم المصري، أن الصين قررت منذ عدة أشهر ربط الخط من إيران إلى العراق ثم إلى سوريا، والهدف هو التدخل في سوريا اقتصاديا ليس على المنظور القريب إنما على المدى البعيد.
ماليزيا إحدى الدول التي فهمت اللعبة وابتعدت، ففي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الماليزي السابق، محمد مهاتير، لمضيفه الصيني، لي كه تشيانغ، قبل بضع سنوات في بكين: “لا نريد نسخة جديدة من الاستعمار”. وأبلغه أن بكين تنفق الكثير من المال، لكن كوالالمبور غير قادرة على دفعها. وألغى حينها ثلاثة مشاريع اقتصادية عملاقة كانت ستمولها الصين.
ولكن على العكس، فموقع سريلانكا الاستراتيجي على أكثر خطوط الشحن ازدحاما بين شرق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا جعلها جائزة كبيرة للصين؛ التي منحت هذه الدولة الصغيرة ما يقرب من ثمانية مليارات دولار بمعدل فائدة 6.3 في المئة، ونتيجة لذلك؛ حصلت الصين على 85 بالمئة من ملكية ميناء هامبانتونتا الرئيسي بعقد إيجار لمدة 99 عاما. بالإضافة إلى حوالي 15000 فدان بالقرب من الميناء كمنطقة صناعية.
وأيضا، اضطرت كينيا إلى رهن أكبر وأهم ميناء في مومباسا للحكومة الصينية؛ كنتيجة للديون المتراكمة التي تزيد عن 5.5 مليار دولار، مما يضع كينيا من بين الدول الأكثر عرضة لفقدان أصولها لمصلحة بكين.
ووفقا لمعهد البحوث الأميركي “Global center for development”، فإن برنامج الحزام والطريق، الذي يشير إليه البعض على أنه الحلم الصيني، يزيد بشكل كبير من مخاطر زعزعة استقرار حالة ثماني دول مثقلة بالديون: منغوليا، ولاوس، وجزر المالديف، والجبل الأسود، وباكستان، وجيبوتي، وطاجكستان وقرغيزستان، وها هو نظام الطغمة يسلم سوريا للإمبريالية الصينية لتكون الدولة التاسعة في سلسلة جرائم الهيمنة الصينية.
الحل نت، الخط الأمامي
✪ إعلام تيار اليسار الثوري في سوريا من أجل الاشتراكية والثورة
#FrontLine #Revoleftsyria
https://linktr.ee/revoleftsyria