
في ضرورة مجلة للماركسيين اليوم
المعـــول والجبـــل
نبارك للرفاق في الحزب الشيوعي السوري المكتب السياسي وحزب العمل الشيوعي صدور العدد الأول من مجلة حوارات وهذا ما ورد في تقديمها:
يا لها من مهام صعبة نلقيها على عاتقنا على صفحات هذه الفصلية! ففي الوقت الذي يغزو فيه التردد، واليأس، وتوقع الأسوأ مفاصل الحياة السياسية في سوريا، نُقدم على اصدار مجلة نظرية – سياسية ماركسية نريد لها أن تكون قبسا في حلكة هذا الظلام.
تنطلق «حوارات» من ما بعد صدمة انهيار الاتحاد السوفيتي، فلقد أحدث ذلك الزلزال ما أحدثه؛ فانهارت أفكار وأبنية وأحزاب وأفراد لتسقط في وهدة اليأس أوفي وهدة النيوليبرالية المناقضة لكل قيم العقل والتقدم والعدالة، علما ً أن هذا الزلزال أصاب اليسار العالمي بمجمله بما فيه اليسار غير السوفيتي أو حتى المناهض للسوفييت، اليوم، وبعد ثلاثين عاما ً من الصدمة ندرك أنه فتح الباب واسعا لإعادة طرح الأسئلة عن المجتمع والتاريخ والحاضر من منطلق ماركسي عقلاني، ثوري ومتحرر من القوالبالتي جهد السوفييت وغيرهم لتأطير الماركسية فيها، ونأمل من صفحاتنا أن نساهم في هذه الورشة الهائلة التي امتدت على مساحة العالم بأسره،
والتي تُظهر حيوية الماركسية بقدر ما تظهر الحاجة الدائمة للبحث عن العدالة ومواجهة الإمبرياليات والديكتاتوريات والاستغلال والتخلف والفقر الذي يضرب اصقاع العالم، والتي تضع نصب عينها – في نهاية الأمر – إنهاء مملكة الحاجة والعبودية للوصول الى مملكة الكفاية والحرية.
وستجهد «حوارات» لفتح الباب أمام أسئلة الحاضر العربي والسوري، والخروج من مسبق المواقف التي درجت عليها سياسات الأحزاب موالية كانت أم معارضة، في محاولة لتلمس إشكاليات الواقع الراهن لما يتجاوز المواقف السياسية إلى تحليل الواقع كما هو، ومحاولة رؤية التباساته وغوامضه التي طالما خفيت عن أعيننا أو تم تجاهلها لأسباب
أيديولوجية، في محاولة لإنتاج فكر مطابق، يرى الاجتماعي الكامن تحت السياسي في مواقفنا ورؤانا.
المهمة الثالثة التي ستسعى «حوارات» لمواجهتها هي المسألة التنظيمية، فلقد عانت مختلف الأحزاب في بلدنا وعلى مدى عقود وعقود من موضوع الانشقاقات، ولم ينج من هذه
الآلية إلا النادر النادر من الأحزاب، ونحن نأمل أن يضع حزبانا، حزب العمل الشيوعي
و الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي بيضهم في سلة الحوار، والحوار المعمق
لتلمس جوانب الاتفاقات بيننا – وهي كثيرة – ومناقشة الخلافات – وهي قليلة – وذلك في جهد يناهض آليات الانشقاق، والذهاب – ربما للمرة الأولى في سوريا – قدما في مسار التقارب والتشارك والوحدة، وأمامنا لتحقيق ذلك مهام عدة منها ما هو تنظيمي بحت، ومنها ما هو نظري، والأقل الأقل بينها ما هو سياسي.
وهنا لابد من التنويه إلى أن صفحات «حوارات» ستكون مفتوحة بالطبع لآراء الرفاق في
الحزبين، وكذلك لآراء الرفاق الماركسيين السوريين والعرب، لإغناء الحوار والذهاب به
الى ما ينير الواقع ويفعّل أداءنا.
الجبل أمامنا وفي أيدينا معول الإرادة والإصرار، والأيام القادمة ستظهر هل سيظل واقفا أمامنا أم سنستطيع أن نحفر فيه طريقا يوصلنا الى الجانب الآخر.
هيئــــة تحريــــر حوارات