
كلمات تشبه الشعر… للروائي علي محمود
************
ﻻحقا سيعرف الناس مثلي..
بأن كل هذا الغيم يا حبيبة..
ليس إﻻ كحﻻ دمشقيا من عائلة الحبق.
وسيشاهدون ما تبقى من عشب يابس على باب قلبي..
وكبدي الذي توسط ملهاة الموت..
وسيشاهدون ما بقي من رقصك المحفور على ماء عيني..
وضجيج الذكريات تحت هذه المخدة الباردة
حينها يا غالية سأتقن رمي اللون من نافذة بعدك..
وسيعذر الناس حينها دموعي….
***
ﻻحقا سيعرف الناس
كيف صار قلبي كمشة من قطيفة في يدك
تضمه أصابعك المائلة
مثل آخر الجدران الباقية في بلادي
وسيعرفون بان هذا هو وقت الثرثرة
والنوافذ المفتوحة على مسوخ الهوية والقصائد
وسيشاهدون بين عينيك عناقيد من اطفال
بلا كمانات او بوالين
بلا معاطف او حقائب مدرسية.
وستكون أمي يا حبيبتي حارسة الزهور الأخيرة
حارسة الزيتون والمناديل التي تلوح للملح
تميمة لأناشيد الفناء
شاهدة الأمس -الآوان-على عطب النايات وآهات العناء
***
هل ترين المارة.. الزحام..
هل ترين من عندك كل هذا الحطام
كلهم بدموعهم ورعافهم في عيني يا حبيبة
فماذا سأفعل ولم يبق فراشة تتهجأ الضوء وأنت بعيدة
***
هل ترين كيف تبدو دمشق بدونك يا حبيبة
هل ترينها… إشارة مرور سوداء بين قلبي وما يراه.
ماء فقد خبزه ولحافه.
ومن هنا… من شرفة على ناصية العدم
صرخت بأمي..
بعيد مسقط رأسي يا أمي..
بعيد… وانت تمرين تحت تلك القنطرة وتعلقين خرزة زرقاء لزهوري يا أمي..
بعيد مسقط رأسي وبعيدة راحتاك
وزهوري بعيدة كذلك.
فكيف وقع العمر عن سطح القمر ولم يلحظ الناس
كل الناس دموعي.******
#أدب #فنون #ثقافة
الروائي علي محمود
✪ إعلام تيار اليسار الثوري في سوريا من أجل الاشتراكية والثورة
#FrontLine #Revoleftsyria
https://linktr.ee/revoleftsyria