
ذكرى مرور 21 سنة على جريمة قوات الإحتلال الإسرائيلي بقتل الطفل #محمد_الدرة في حضن والده
جريمة شاهدها العالم بأسره بتواطئ مع انظمتنا البرجوازية ولم يحرك ساكنا ليومنا هذا
نتذكر سويا قصيدة “القربان” للشاعر محمود درويش التي كتبها مرثية للطفل محمد الدرة
شعر/ محمود درويش
القربان
هيا.. تقدم أنت وحدك،
أنت وحدك.
حولك الكهان ينتظرون أمر الله.
فأصعد
أيها القربان نحو المذبح
الحجري، يا كبش الفداء فدائياً.
وأصعد قويا.
لك حبنا، وغناؤنا المبحوح في
الصحراء: هات الماء من غبش
السراب، وأيقظ الموتى!
ففي دمك الجواب، ونحن لم
نقتلك.. لم نقتل نبيا.
إلا لنمتحن القيامة، فامتحنا أنت
في هذا البهاء المعدني..
مت.. لتعرف كم نحبك!
مت لنعرف كيف يسقط قلبك
الملآن، فوق دعائنا، رطباً جنيا
لك صورة المعنى.
فلا ترجع إلى أعضاء جسمك.
واترك اسمك في الصدى.. صفة
لشئ ما
وكن أيقونة الحائرين، وزينة
للساهرن..
وكن شهيداً شاهداً.. طلق المحيا
*****
فأي آلاء نكذب؟
من يطهرنا سواك؟ وقد ولدت
نيابة عنا هناك.
ولدت من نور ونار..
وكنا نحن نجارين موهوبين في
صنع الصليب
فخذ صليبك وأرتفع فوق الثريا..
سنقول: لم تخطئ، ولم
نخطئ..
إذا لم يهطل المطر أنتظرناه،
وضحينا..
بجسمك مرة أخرى.
*****
فلا قربان غيرك.. يا حبيب الله..
يا أبن شقائق النعمان.
كم من مرة ستعود حيا!
هيا تقدم أنت وحدك..
يا استعارتنا الوحيدة فوق هاوية
الغنائين.
نحن الفارغين النائمين على
ظهور الخيل..
نسألك الوفاء، فكن وفيا
للسلالة.. والرسالة
كن وفيا لsلأساطير الجميلة،
كن وفيا.
*****
وبأي آلاء نكذب؟
والكواكب في يديك.
فكن اشارتنا الأخيرة
كن عبارتنا الأخيرة..
في حطام الأبجدية
لم نزل نحيا، ولو موتى”: على
دمك اتكلنا
دلنا.. واضئلنا دمك الزكيا!
لم يعتذر أحد لجرحك.
كلنا قلنا لروما:
“لم نكن معه
وأسلمناك للجلاد.
*****
فأفصح عن خيانتنا الصغيرة
يا أخانا في الرضاعة
لم نكن ندري بما يجري
فكن سمحاً رضياً
سنصدق الرؤيا ونؤمن بالزواج
الفد بين الروح والجسد المقدس
كل ورد الأرض لا يكفي لعرشك
خفت الأرض، أستدارت
ثم طارت كالحمامة في سمائك..
ياذبيحتنا الأنيقة
فاحترق لتضيئنا
ولتنبثق نجما قصيا
أعلى وأعلى
لست منا إن نزلت وقلت:
“لي جسد يعذبني على خشب الصليب.
فأن نطقت.. أفقت،
وانكشفت حقيقتنا
فكن حلما لنحلم.
*****
لا تكن بشرا ولا شجراً
وكن لغزا عصيا.
كن همزة الوصل الخفيفة بين
آلهة السماء وبيننا
قد تمطر السحب العقيمة من
نوافذ حرفك العالي
وكن نور البشارة
واكتب الرؤيا على باب المغارة
وأهدنا دربا سويا
وليحتفل بك كل من يخضر
من شجر ومن.. حجر
ومن أشياء تنساها الفراشة..
فوق قارعة الزمان قصيدة..
وليحتفل بك كل من لم يمتلك
ذكرى
ولا قمرا بهيا
لا تنكسر! لا .. تنتصر، وكن
بين بين معلقا.
فأذا انكسرت انكسرنا
وإذا انتصرت كسرتنا، وهدمت
هيكلنا.
*****
إذاً، كن ميتا حيا!
وحيا ميتا
ليواصل الكهان مهنتهم
وكن طيفا خفيا.
ولتبق وحدك عاليا
لا يلمس الزمن الثقيل
مجالك الجوي.
فاصعد ما أستطعت
فأنت أجملنا شهيدا.
كن بعيدا ما استطعت لكي نرى
في الوحي ظلك، أرجواني
الخريطة
فالسلام عليك يوم ولدت
في بلد السلام
ويوم مت، ويوم تبعث من ظلام
الموت حيا