
نشر إعصار “ايدا” حالة من الذعر عبر ساحل الخليج الأميركي. حيث ضربت رياح تبلغ سرعتها 150 ميلا في الساعة وأمطارا غزيرة ولاية لويزيانا الأمريكية.
لقد كان من النادر أن تشتد عاصفة لتتحول الى إعصار في غضون ست ساعات فحسب.
لكن هذا ما حدث. كما أن الاحتباس الحراري جعل العملية المعروفة باسم –التعمق السريع 1-أكثر فتكا وتكرارا.
ان ارتفاع درجات حرارة البحر هو العنصر الأساسي الذي يؤدي الى التحول. انها دالة أخرى على سبب حاجاتنا الى اتخاذ إجراءات اكثر صرامة لوقف المزيد من التغيرات المناخية.
لقد تم تصنيف الاعصار “ايدا” على انه إعصار من مستوى الفئة الرابعة. أي فئة واحدة دون أعلى مستوى.
وهذا ما توجه به أحد العمال الاشتراكيين للصحافة. ووصلت شدة الاعصار في بعض الأحيان الى نفس شدة إعصار “كاترين”. لقد أدى ذلك الاعصار الى تدمير جزء كبير من مدينة نيو أورلينز في عام 2005. حيث وصلت أعداد الضحايا الى 1800 قتيل.
في تلك الأثناء. تزامن توقف الطرق السريعة مع المحاولة اليائسة لألاف الأشخاص للاستجابة الى أوامر الاخلاء.
في هذه الأوقات يكون الفقراء والأشخاص ذوي البشرة السوداء هم أكثر عرضة لخطر فقدان منازلهم وحياتهم.
يشكل الأمريكيون من أصول أفريقية حوالي 60% من سكان ولاية نيو أورلينز الأمريكية. التي كانت من المتوقع ان تكون الأكثر تضررا.
الأجيال
وتعني “أجيال من العنصرية” اليوم، أن هناك ستة أضعاف عدد الأسر الأمريكية الأفريقية التي تعيش في فقر مقارنة بالأسر البيضاء.
ان الأمريكيين من أصول أفريقية أكثر عرضة للبطالة بثلاث مرات من البيض.
ويوجد قلق مزمن حول كيفية اجلاء هؤلاء الناس
ولكن محنة أفقر الناس بالكاد تمت تغطيتها إعلاميا.
صرح الرئيس الأميركي –جو بايدن-ان الاعصار “ايدا” (كارثة كبرى) كما وصفه. وحذر من دمار شامل.
ولكن أين برنامج الإنقاذ الحكومي الفيدرالي؟ كان من أوائل الإجراءات التي اتخذتها السلطات. الإعلان عن إجراءات لمكافحة النهب.
في الأيام والأسابيع التالية. من سيضمن ان أولئك الذين فقدوا منازلهم يتلقون المساعدة بأساسيات المأوى والغذاء ومستلزمات الصرف الصحي والكهرباء؟
منذ حوالي 16 عاما. كانت هذه بعض الإخفاقات الرئيسية للحكومة في أعقاب إعصار “كاترينا”. يتساءل الكثير من الناس الان عن الدروس المستفادة.
في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي. انقطعت الكهرباء تماما عن المدينة. مما ترك الالاف يعانون في الظلام. معتمدين على المولدات. اذا كان بإمكانهم تحمل تكاليفها.
توقفت محطات ضخ مياه الصرف الصحي التي ليس لها مصدر طاقة احتياطي عن العمل. مما يعني عدم وجود مياه شرب صحية ولا مياه لغسل المراحيض.
الطاقة
دفع انقطاع التيار الكهربائي الى مخاوف من عدم القدرة على تشغيل المضخات التي من المفترض ان تزيل مياه الفيضانات.
كما أن هنالك مخاوف بشأن محطتي طاقة نوويتين ومصانع كيميائية مختلفة في الولاية ذاتها.
وهذه المرة هنالك أيضا بعد جديد وهو فيروس كوفيد 19.
لقد امتلأت المستشفيات في ولاية لويزيانا بأكثر من 2400 مريض مصاب بفيروس كورونا. حيث أقر الحاكم بأن مستشفيات الولاية تمر بمرحلة خطرة للغاية.
لم يكن اخلاء المستشفيات حتى تلك التي تضررت من الاعصار بالخيار على الاطلاق. لأنه لا توجد مرافق ذات سعة كافية في أماكن أخرى.
وبدلا من ذلك. قرر المئات من العاملين في مجال الرعاية الصحية أنهم بدلا من الفرار من العاصفة سينامون في المستشفى من أجل رعاية مرضاهم.
وفي الوقت ذاته. من المرجح ان يضطر أولئك الذين فقدوا منازلهم الى الاحتماء معا في مناطق قريبة مما قد يؤدي الى ارتفاع معدلات الإصابة بشكل أكبر.
ويقول العاملون في المجال بأن الانتشار السريع للفيروس في مدينة /لايك تشارلز/ قد تفاقم بسبب نقص المساكن الناجم عن الاعصار “لورا” في عام 2020.
بعد قرابة العام. لايزال السكان نازحين ويقيمون مع اصدقائهم حيث يمكن أن ينتشر الفيروس.
كان إعصار “كاترينا” في عام 2005 بمثابة تذكير وحشي بأن العرق و الفئة التي تنتمي اليها يمكن ان يحدد ما اذا كنت ستنجو من الأزمة المناخية أم لا.
يجب أن تدفعنا الإخفاقات المتكررة للنظام الى الإطاحة به.
مقال لصوفي سكوير
عن مجلة العامل الإشتراكي _ ترجمة فريق التحرير
الخط الأمامي _ تيار اليسار الثوري في سوريا