
شهد منتصف الشهر الماضي اب/اغسطس عدة احتجاجات شعبية ضد سياسات النظام في مناطق سيطرته، والتي يعتبرها حاضنة له، حيث قام الأهالي في منطقة يحمور في محافظة طرطوس، بقطع الأوتوستراد المؤدي إلى صافيتا، احتجاجاً على كارثة بيئية أدت إلى تسمم الآبار الجوفية في المنطقة.
وذلك جاء احتجاجاً على “وجود مكب للنفايات في المنطقة يؤثر بشكل مباشر على المياه الجوفية ومياه الشرب”.
وشارك فيها العشرات من أهالي قرى يحمور والزرقات والمنية وخربة المعزة وقلع اليازدية، وعدد من القرى المجاورة، وقطعت الجماهير الغاضبة أوتوستراد صافيتا- طرطوس بالإطارات المشتعلة.
وعرف أن هذه الاحتجاجات جاءت بسبب “عدم إيقاف العمل بمكب وادي الهدة الذي يعتبر أكبر كارثة بيئية في الساحل السوري، وأدى إلى تسمم الآبار الجوفية وتسمم آبار مؤسسة مياه طرطوس بسبب النفايات.
وأشارت المعلومات إلى أن مكب النفايات وصل لطاقته الاستيعابية العظمى منذ عام 2017، وكان من المقرر إيقاف نقل القمامة الواردة إليه منذ أعوام، إلا أن نقل القمامة مستمر بشكل يومي .
وكانت الانباء قد ذكرت في تقرير لها، مطلع الشهر الحالي، أن أكثر من 100 بئر مخصصة للشرب والزراعة في قرى يحمور والزرقات والمنية واليازدية وخربة المعزة باتت ملوثة وغير صالحة للشرب، بسبب تلوث المياه الجوفية في مناطقهم.
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أيام من قطع أهالي قرية ديرين في جبلة بريف اللاذقية، عدد من الطرقات وإشعال الإطارات، احتجاجاً على عدم قدرة الأهالي الحصول على مخصصاتهم من الخبز بسبب “البطاقة الذكية ”.
علاوة على ذلك فقد شهدت مدينة مصياف صباح الخامس من اب /اغسطس الفائت ايضا، أول احتجاجات شعبية من نوعها، تمثلت بتجمع مئات المواطنين بالقرب من دوار الوراقة، مرددين هتاف “بدنا نعيش”.
ووفق المعلومات التي وردتنا، كادت أن تتطور هذه الاحتجاجات إلى صدام مع بعض القوى الأمنية لولا تدخل بعض الوجهاء، حيث اتصل محافظ حماه بالمحتجين تقدم لهم الوعود بالاستجابة لمطالبهم وطلب منهم تشكيل مجموعة للالتقاء به وتقديم مطالبهم، وشملت تلك المطالب :
أولاً: الكف عن معاملة سكان مصياف كمواطنين درجة رابعة.
ثانياً: التوقف عن عمليات (الهدم) الذي بدأه النظام، رغم عدم توفر مادة الديزل\المازوت.
ثالثاً: تأمين الكهرباء كباقي المناطق..
رابعاً: تحسين الوضع المعيشي الذي لم يعد يحتمل.
تشهد مناطق سيطرة النظام عدة تحركات احتجاجية ومطلبية خلال الشهرين الماضيين ما يشير إلى ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي على سياسات التجويع وتكميم الأفواه والقمع التي يمارسها نظام الطغمة، وهي تنذر بإمكانية انتقال وضع التذمر الشعبي من حالة الكمون إلى حالة الفعل، ولا سيما في تلك المناطق التي يدعي النظام أنها “حاضنته”.
اننا، في تيار اليسار الثوري، نعير اهتماما كبيرا بالتحركات الشعبية، وحتى المطلبية والمعيشية منها، وندعوا إلى دعمها والانخراط فيها والعمل على نموها وتنظيمها وتوسيعها، ورفع سقف مطالبها، ووعي الجماهير المشاركة فيها.
الخط الأمامي _ تيار اليسار الثوري في سوريا