
غريب هذا المرفأ لا يعرف كيف يختار موته
ها قد صار بلا أجنحة
بلا ظل
بلا كوابيس حتى
أواه أواه يا بلادي
طوبى لهذه البلاد تسبك مقتها
طوبى للكساح
للسواد في البهاق
لصلاة فاشلة
لضحكة مارقة
طوبى لميناء شفّ حتى صار سفينة عابرة
ها هنا تحت الشمس
بعيداً عن البلاغة التافهة
نغني لعرائش الاحتضار
لقوافل العشاق الموتى
للذين راحوا ولن يرجعوا
للحضور الغائب
للزمن المجنون كدفاتر الهذيان
للظلام المضيء
للأفول العفي كأنه النسيان
نغني….
شبووش يا بلادي
شبووش للرصاص
شبووش للنباح
سبحان النباح
شبووش للمدحلة
ميجانا للمكحلة
ميجانا للسخرية
ميجانا للوسوسة
ميجانا لشباك الأمس يفتح باب الجلجلة
ميجانا لبدايةٍ
لنهايةٍ
ميجانا للحشرجة
شعر
أدب
ثقافة
حوار
سخام على سخام
تعالي إذن لنسكر
تعالي نتعرّى ونعرّي العدم
نعلو… نعلو حتى الضلال أو الغمام
نشتم الشعر القديم
نشتم الشعر الحديث
نشتم أمهاتنا ومن بقي لنا
تعالي لنسب من نحب
ونحب من لا نحب
نفتح باباً لذئاب السهوب
فالذئب في داخلي ملّ صلواتي الكاذبة
ومفاتيحي الضائعة
والمفردات الفاقعة
وصار لزاماً أن يأخذ حصته من القهقهة
يا بلادي يا بلادي يا كذبتي الصغرى
يا كذبتي الكبرى
يا كذبة الأمس
فيقي على مهلك
لا شيء في المساء
لا شيء في الصباح
لا شيء لا شيء سوى رضاب المقبرة
وكان أن جاء زمن أرعن نفق فيه السحاب وبقي الخليفة والي البلاد يمتطي صهواتنا ويسرج أمهاتنا ليوم العصف… وكان… أن العصف لم يأتِ وأمي لم تزل أمي وأنا البداية والحكاية وكرسي الزمان…
قصيدة للروائي والشاعر السوري علي محمود، بلا عنوان.
لوحة الخطوط الحمراء للفنان السوري معن أبو لطيف
صور خمير