
ملف 2021
لا يمكن إعادة نهر إلى ما كان عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس لدي فائض وقت كي ألقي نظرة إلى الخلف القريب أو البعيد إن هذا الخلف مكتظ بما لم يعد يعنيني
في
شيء
أبداً
الأسماك التي التهمتها لا يمكن إعادتها إلى الماء في البحر أو البحيرة العصافير التي شويتها بعد صيدها لا يمكن إعادتها إلى الأغصان ما أعرفه أن رائحتها كانت شهية وأن طعمها لذيذ جداً
مع
بعض
العرق
الكلاب التي دربتها طويلاً على العبث على الإشتباك مع الخنازير والقنافذ لا يمكن تدريبها مرة أخرى على الطيران الغادر باتجاه الضحايا في
تلك
الظهيرة
الحادة
الجنود الذين قُتلوا في العراء كحمقى مغرر بهم لا يمكن التغرير بهم ثانية والزج بهم في أتون
حرب
الطوائف
القذرة
علَّهم تلقوا درساً جيداً في الموت والتفاهة من أجل الطغاة وهم يدخلون الجحيم بدماء أطفال ليس لهم من ذنب سوى أنهم ولدوا في وقت من أواقيت
النهار
أو
الليل
النساء اللواتي أحببني بسذاجتهن خفيفة الظل أحياناً
وثقيلة
الظل
غالباً
لن يصدقنني مرة أخرى من أنني أخبيء قوس قزح برمته في الخزانة أو في حدود المكتبة ولا بد لمن تريد رؤيته من أن تكون عارية وبيضاء كالحليب
أو
كالنجمة
البراقة
في
الخلسة
من
الليل
وهي تقول اللهم اعمِ عينيه عن بياضي وعن بريقي
البصارة تقول بعين حادة جداً أنت نهر يمشي إلى منتهاه ولا يمكن إعادة شيء من الخلف إلا أن الزمن يستدعي سباقاً محموما مع ما أحب وما لا أحب مع
بكرا
أو
غداً
ثمة
ما يجب أن ينجز ليس بالضرورة على أكمل وجه ممكن إنما يجب أن ينجز بطريقة لا
تخلو
من
العصاب
أو
الهستيريا
أو
الضحك
النساء في الفناء من الهلام أو الرصاص العازل للصوت امرأة تشعل نار الشيطان من أجل رقص على رقص امرأة تشعل شمعة امرأة تعوم في زرقة البحر دون ما يثقل جسدها من حرير امرأة تحتسي النبيذ تحت كوكب سيار ثم ترمي بجواربها إلى عمق الفضاء وأخرى تقشر الجوز أو قلب رجل من الخشب في كتاب
الحكمة
الحياة
والمحنة
الروائي علي عبدالله سعيد